الفعلية.
فإذا عرفت هذا فنقول : إنّ في بعض الموضوعات قابلية عروض بعض العوارض ؛ يعني لها استعداد ذلك ، مثلا الكلمة كما قلنا لها استعداد ذلك ، فنقول بأنّ الموضوعات موضوعات باعتبار هذه القابلية التي فيها ، بل في الحقيقة ما هو الموضوع نفس هذه القابلية وفي العلم يبحث عن عوارض ذلك ، ويكون البحث عن فعلية تلك القابلية أيضا بحثا عن عوارض هذه القابلية ، فالمراد بأنّ تمايز الموضوعات بالحيثيات هو هذه القابلية والاستعداد التي تكون في الموضوع فالموضوع في كل علم هو القابلية والاستعداد الذي في الموضوعات لقبول العوارض في الحقيقة يعني في الحقيقة هذا الاستعداد هو الموضوع.
فعلى هذا لا مجال لا يراد صاحب الفصول رحمهالله على هذا البيان ، وليس المراد من الحيثية ما توهّمه رحمهالله واستشكل ، بل المراد ما قلنا من الاستعداد والقابلية ، فإذا كان الأمر كذلك فالموضوع في العلم إذا كان شيئا باعتبار قابليّته لعارض فيصير متميزا عن علم آخر يكون موضوعه هذا الموضوع باعتبار قابليته لعروض عارض آخر ؛ لأنّ في الحقيقة ما هو الموضوع نفس ذلك الاستعداد والقابلية ، ولا إشكال في أنّ هذه القابلية ممتازة عن غيرها ، فقابلية الإعلال والبناء غير قابلية الإعراب والبناء ، يعني قابلية قبول الإعلال والبناء غير قابلية قبولها الإعراب والبناء.
فبذلك يظهر الامتياز ، ولا يتداخل بعض العلوم في البعض ، ويصحّ ما قالوا بأنّ تمايز العلوم بالموضوعات وتمايز الموضوعات بالحيثيات ولا إشكال فيه.