الوجود اللفظي فإنّ وجود لفظ زيد حقيقة ليس إلّا الصوت ، وهو كيف مخصوص ، فهو من الأعراض ، ويطلق على ما هو حقيقة زيد مجازا فالوجود اللفظي والكتبي يعني القسمين الأخيرين ليسا وجودا حقيقيا ، بل هما وجودان مجازيان.
ونزيد على هذه الأقسام الأربعة المتقدمة نحن قسما آخر وإن لم يكن في اصطلاح أهل المعقول وهو : أنّ للشيء وجودا آخر ، وهو أنّ وجوده المرآتي مثل وجود تمثالك في المرآة إذا نظرت بها ، فهو يعني الصورة الحاصلة في المرآة أيضا وجود منك وليس من الأقسام الأربعة المتقدمة ، والفرق بين الوجود المرآتي الذي قلنا مع الوجود اللفظي والكتبي هو أنّ الموجود بالوجود الحقيقي أو الذهني لا يمكن ايجاده بالوجود اللفظي أو الكتبي إلّا بالجعل والمواضعة ، فإنّه لا يصحّ كون الزاء والياء والدال وجود لفظي لزيد الموجود بالوجود الخارجي العيني إلّا بعد الجعل والمواضعة ، يعني بعد جعل جاعل والمواضعة عليه يكون تنزيلا لهذه الحروف تنزيل الوجود اللفظي لزيد ، وكذلك في الوجود الكتبي فإنّ هذا الشكل المخصوص المكتوب بعد الجعل يصير وجودا تنزيليا لزيد الحقيقي.
وأمّا في القسم الذي قلنا فهو وجود لزيد ولو لم يكن جعل ، فبصرف مقابلة زيد للمرآة يقال : إنّ هذا زيد ، ولا يحتاج في ذلك الى جعل وإن كان هذا التنزيل يعني إطلاق زيد على ما يرى في المرآة مجازا إلّا أنّ ذلك مجاز لا يحتاج الى جعل والوجود اللفظي والكتبي مجازان للوجود الحقيقي مع الجعل والمواضعة.
فظهر لك ممّا مرّ أنّ صيرورة لفظ الوجود التنزيلي للوجود الحقيقي أعني الذهني والخارجي محتاج الى جعل ، وكذلك صيرورة نقش مخصوص في القرطاس وجودا كتبيا للوجود الحقيقي تنزيلا ومجازا محتاج الى الجعل والمواضعة ، ولا يصحّ كونهما وجودان مجازيان للوجود الحقيقي قبل الجعل والمواضعة ، فيصير صوت ولفظ مخصوص أم نقش مخصوص وجودا تنزيليّا للشيء بعد الجعل والمواضعة ، وإلّا فمع