(قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥)) [٦٤ ـ ٦٥]
(١) يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض : يخلط عليكم الأمور حتى تصيروا فرقا وأحزابا متباغضين ويسلط بعضكم على بعض بالأذى والشدة والقتال والحرب.
(٢) يفقهون : يفهمون فهما تاما.
في الآيات أمر للنبي صلىاللهعليهوسلم بسؤال الكفار عن الذي يدعونه سرّا متذللين إليه حينما يكونون في رحلاتهم البرية والبحرية فيكتنفهم الظلام ويحدق بهم الخطر ويرجونه كشف ما هم فيه ويقطعون على أنفسهم العهد بأنهم يكونون شاكرين له معترفين بفضله إذا نجاهم ، وبالإجابة على السؤال بأن الله هو المرجى لكل ذلك وهو الذي في يده نجاتهم من تلك الأخطار ومن كل خطر آخر. ومع ذلك فهم يشركون معه غيره في الاتجاه والدعاء في حالة السلامة والظروف العادية. وبإنذارهم بأن الله قادر على أن يبعث عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم ، أو يجعلهم فرقا وأحزابا متباغضة متناحرة ويسلط بعضهم على بعض بالقتال والحرب. وجاءت الآية الأخيرة معقبة على ما احتوته الآيات السابقة لها منبهة إلى أن الله تعالى يقلب وجوه الكلام لهم لعلهم يفقهون مداه فيتدبرون فيما هم فيه ويرتدعون.
والآيات كما هو المتبادر هي أيضا متصلة بالسياق واستمرار في الرد على الكفار وإنذارهم. وجملة (قُلِ اللهُ) وإن كانت تقريرا ربانيا فإنها تلهم أنها بسبيل تقرير واقع أمر الكفار الذين يعترفون بالله ويدعونه وحده مخلصين له الدين في الأخطار مما حكته آيات أخرى بصراحة أكثر مرّ بعضها مثل الآيات [٤٠ ـ ٤١] من