أورد ابن كثير في سياق هذه السلسلة أحاديث عديدة منها ما أورده في صدد المجموعة جملة ومنها ما أورده في صدد مفرداتها.
فما أورده في صدد المجموعة جملة حديث رواه الحاكم في مسنده عن عبادة بن الصامت قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أيكم يبايعني على ثلاث. ثم تلا الآيات ثم قال فمن وفى فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله به في الدنيا كانت عقوبته. ومن أخّر إلى الآخرة فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه» ، حيث ينطوي في الحديث أن النبي صلىاللهعليهوسلم اعتبر هذه المجموعة جامعة لأمهات الأمور. ومن ذلك حديث أخرجه الأودي عن ابن مسعود قال : «من أراد أن ينظر إلى وصية رسول الله التي عليها خاتمه فليقرأ هذه الآيات». وحديث رواه الحاكم عن ابن عباس قال : «في الأنعام آيات هن أم الكتاب ، وقرأ هذه الآيات».
ولقد أوردنا بعض ما أورده في المفردات في سياق سلسلة الإسراء ونورد هنا بعض ما لم نورده. فمن ذلك حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي ذر الغفاري قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاني جبريل فبشّرني أنه من مات من أمتك ولم يشرك بالله شيئا دخل الجنة» قلت : «الكلام لأبي ذر» وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق وكرّر السؤال فكرّر النبيّ الجواب وفي الرابعة قال على رغم أنف أبي ذرّ» (١).
ومن ذلك حديث رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا أحد أغير من الله. من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن». ومن ذلك حديث أخرجه الترمذي عن ابن عباس قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحاب الكيل والميزان إنكم ولّيتم أمرا هلكت فيه الأمم السابقة قبلكم». ومن
__________________
(١) التاج ج ١ ص ٢٦ ، ولقد أورد مؤلف التاج بعد هذا الحديث حديثا آخر رواه الشيخان والترمذي أيضا عن أنس (ص ٢٧) عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من إيمان» حيث يمكن أن يقال إن الله تعالى إذا لم يغفر للزاني والسارق اللذين يموتان ولا يشركان به شيئا فإنه يعذبهما ما شاء ثم يخرجهما من النار ويدخلهما الجنة. وبعبارة أخرى يكون في هذا الحديث توضيح لمدى الحديث الأول والله أعلم.