تكون بمعنى مشارق الأرض أيضا وليس هذا يعني أنه ربّ المشارق فقط ، وإنما هو أسلوبي شاءت حكمة التنزيل أن يكون القسم به وحده.
(٣) لا يسمّعون : بمعنى لئلا يتسمعوا.
(٤) دحورا : طردا عنيفا أو دفعا عنيفا.
(٥) واصب : دائم أو ثابت.
(٦) شهاب ثاقب : شهاب ساطع أو مضيء.
في الآيات قسم رباني على سبيل التوكيد بأن إله الناس واحد وحسب ، وهو رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق ، الذي زين السماء الدنيا بالكواكب وجعلها في الوقت نفسه حافظة لها من كل شيطان باغ لمنعه من التسمع إلى الملأ الأعلى وقذفه من كل جانب من جوانبها قذفا شديدا ، بالإضافة إلى ما له من عذاب دائم وكل من خطف خطفة من السمع منهم تبعه شهاب ثاقب قضى عليه.
ولقد تعددت الأقوال في المقصود بالمقسوم به في الجمل الثلاث الأولى ، وأوجهها الذي رجحه جمهور المفسرين أنهم الملائكة. فهم الصافون للعبادة صفا والزاجرون الناس عن المعاصي والتالون لآيات الله والمبلغون لأوامره.
وعلى كل حال فالآيات بسبيل توكيد ما بعدها. وهي جارية على الأسلوب القرآني المألوف ونرجح أن سامعيها أو من سامعيها من قد فهم المقصود ولم تكن مبهمة عليه.
ويمكن أن يستلهم من الآيات التالية أن هذه الآيات مقدمة لمشهد من مشاهد المناظرة بين النبي صلىاللهعليهوسلم والكفار المشركين جرى فيه جدل حول وحدة الله تعالى وحقيقة البعث بعد الموت. وهي مقدمة قوية نافذة ، تضمنت لفت نظر السامعين إلى عظمة كون الله تعالى والتدليل على وحدته وربوبيته كما هو المتبادر. ولقد علقنا في سياق تفسير سورتي الجن والحجر على موضوع الشياطين وتسمعهم إلى السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية فلا ضرورة إلى زيادة شيء آخر في هذا المقام بمناسبة ورود ذكر ذلك في الآيات.