يوسف سؤال النسوة وتبرئة زوجة العزيز ليوسف واعترافها بمراودتها إياه وبأنه صادق فيما قال. ونعتقد أن هذا مما كان متداولا أو واردا في نصوص السفر أو في أسفار أو قراطيس أخرى كانت في أيدي اليهود. وفي كتب التفسير روايات عن علماء الأخبار والتابعين تدور في نطاق ما جاء في الآيات حيث يؤيد هذا ما قلناه.
ومن العبر التي تخللت الحلقة اهتمام يوسف للتبشير بالله والحملة على الشرك في داخل السجن وانشغاله بذلك عما هو فيه حيث ينطوي في هذا حثّ على وجوب الدعوة إلى الله ومكارم الأخلاق في كل ظرف ومكان.
ومنها اهتمام يوسف لتبرئة نفسه حيث ينطوي في هذا حثّ على وجوب تبرئة النفس من التهم الكاذبة وحقّ الإنسان البريء في ذلك.
ومنها تراجع امرأة العزيز واعترافها بالحق حيث ينطوي في هذا حثّ على وجوب الصدق والاعتراف بالحقّ ولو على القائل ، والتوبة من الذنب.
ومنها ما كان من ثقة الملك بيوسف لما رآه فيه من أمارات الصدق والأمانة والاستقامة حيث ينطوي في هذا حث على التزام هذه الأخلاق وفائدتها لأصحابها.
ومنها تقرير ما كان من رعاية الله تعالى ليوسف وعدم تضييعه أجر العاملين المتقين المؤمنين في الدنيا والآخرة مع التنويه بخاصة بأجر الآخرة الأكبر لأنه الأدوم. حيث ينطوي في هذا حث على الإيمان والتقوى والعمل الصالح ، وبشرى لأصحابها برعاية الله الدائمة في الدنيا والآخرة.
(وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٨) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٥٩) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ (٦٠) قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ (٦١) وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٦٢) فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا