بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٤٨) قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (٤٩) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠)) [٤٦ ـ ٥٠]
(١) أعظكم بواحدة : أنصحكم أو أطلب منكم شيئا واحدا أو مسألة واحدة.
(٢) أن تقوموا لله : أن تتفكروا بتجرد مخلصين لله.
(٣) مثنى وفرادى : اثنين اثنين أو واحدا واحدا.
(٤) ما يبدىء الباطل وما يعيد : معنى الجملة الحرفي أن الباطل لا يخلق أصلا ولا يعيد ثانية ، ومعناها ليس للباطل أصل ولا دوام ولا بقاء.
في الآيات أوامر للنبي صلىاللهعليهوسلم :
١ ـ بمخاطبة الكفار وطلب شيء واحد منهم وهو : أن يخلصوا النية لله ويتجردوا عن الهوى والعناد ، ثم يتفكروا كل واحد لنفسه أو كل اثنين لحدتهما معا فيما يدعوهم إليه حيث يتأكدون أن صاحبهم أي النبي صلىاللهعليهوسلم ليس مجنونا وأنه إنما هو نذير من الله بعذاب شديد إذا لم ينيبوا إليه ويسيروا في طريق الهدى.
٢ ـ بالتوكيد لهم بأنه لا يطلب على إنذاره أجرا ، فأجره ونفعه لهم وحدهم وأن أجره هو على الله الشهيد على كل شيء والعالم بكل شيء.
٣ ـ وبالهتاف بأن الله هو الذي يقرر الحق ويؤيده وهو العليم بما هو خفي من نوايا الناس وضمائرهم ، وبأن الحق قد جاء واضحا جليا كاسحا للباطل الذي لا أصل له ولا بقاء ولا قرار أمام الحق.
٤ ـ وبالإعلان بأنه إذا كان ضالا فضلاله عائد إليه ، وإن كان مهتديا فإنما ذلك بوحي ربّه السميع لكل شيء والقريب من كل شيء.
ولم نطلع على رواية عن سبب نزول هذه الآيات وهي غير منقطعة عن السياق واستمرار له فيما هو المتبادر. وقد جاءت بمثابة إنهاء لموقف المناظرة والجدل بين النبي صلىاللهعليهوسلم والكفار أو لما هو في مقامهما. وقد تكرر مثل هذه الخواتم