بكلّ ردة رددتكها مسألة تسألنيها فقلت اللهمّ اغفر لأمتي اللهمّ اغفر لأمتي وأخّرت الثالثة ليوم يرغب إليّ الخلق كلّهم حتى إبراهيم» (١). وحديث رواه الشيخان عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدوني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» (٢). وحديث رواه الأربعة أن عمر بن الخطاب قال : «سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقرأنيها ، فكدت أن أعجل عليه ثمّ أمهلته حتى انصرف ، ثم لبّبته بردائه فجئت به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت يا رسول الله إنّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أرسله ، ثمّ قال : اقرأ يا هشام ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هكذا أنزلت. ثمّ قال لي : اقرأ فقرأت فقال : هكذا أنزلت إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسّر منه» (٣).
ولقد تعددت تخريجات علماء القرآن للأحرف السبعة حتى بلغت اثنين وعشرين تخريجا منها الغريب الذي لا علاقة له بقراءة النص القرآني (٤). وأوجهها وأرجحها عندنا هو أن المراد به سبعة أوجه للقراءة ، أو سبعة أوجه يقع فيها تغاير في فتح ورفع وكسر وتقديم وتأخير وتخفيف وتشديد وإدغام. وروح الأحاديث تدعم ذلك فيما هو المتبادر ، ويتسق مع روح الآية التي نحن في صددها ، ومن الجدير بالتنبيه أن الاختلاف بين القراءات الصحيحة التي يعدها بعضهم سبعا وبعضهم عشرا (٥) يدور على الأغلب على :
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ٢٦ و ٢٧ و ٢٨.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه ص ٢٦ و ٢٧.
(٤) الإتقان للسيوطي ج ١ ص ٤٨ وبعدها.
(٥) القراءات السبع تنسب إلى سبعة أئمة من القراء هم : نافع بن أبي رويم في المدينة ، وعبد الله بن كثير في مكة ، وأبو عمرو بن العلاء في البصرة ، وعبد الله بن عامر في الشام ، وعاصم بن أبي النجود ، وحمزة بن حبيب الزيات ، وعلي الكسائي في الكوفة. وهناك من يلحق بهم أبا جعفر بن يزيد في المدينة ، ويعقوب الحضرمي في البصرة ، وخلف البزاز في