(٢) جئناك بما كانوا فيه يمترون : جئناك بما كان قومك يرتابون به ويكذبون ويجادلون فيه وهو عذاب الله.
(٣) مصبحين : عند الصباح.
(٤) يستبشرون : مظهرون فرحهم لأنهم ظنوا أنهم سيظفرون بالضيوف لقضاء وطرهم منهم على عادتهم القبيحة.
(٥) مشرقين : عند الإشراق.
(٦) المتوسمين : المتفكرين المتفرسين أو المتأملين في حقائق الأمور وعبر الدهر.
(٧) وإنها لبسبيل مقيم : كناية عن بلاد لوط التي دمرها عذاب الله ، فهي قائمة على طريق معروف للسامعين (١).
وهذه حلقة ثانية من سلسلة القصص ، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهّد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علّقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به ، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور ، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [١٣٣ ـ ١٣٨] بأسلوب أكثر صراحة.
__________________
(١) انظر تفسير الآيات في ابن كثير والطبرسي والبغوي.