(٢) أدوا إليّ : تعالوا إليّ وأقبلوا على دعوتي.
(٣) فاعتزلوني : ابتعدوا من طريقي أو دعوني وشأني.
(٤) رهوا : ساكنا أو جافا أو على هيئته التي عبر عليها.
(٥) نعمة : حياة منعمة أو ناعمة.
(٦) اخترناهم على علم : اخترناهم عن بصيرة وعلم بأحوالهم ، وقد قال الزمخشري : «واخترناهم على علم بأنهم قد ينحرفون لأجل امتحانهم واختبارهم».
(٧) ما فيه بلاء مبين : ما فيه بلاء واختبار شديدان.
في الآيات إشارة إلى ما كان من رسالة موسى عليهالسلام إلى فرعون وقومه وعاقبتهم وعبارتها واضحة. وقد جاءت على أثر حكاية موقف الكفار والتنديد بهم وإنذارهم جريا على الأسلوب القرآني. واحتوت ما احتوته بأسلوب الإشارة والإجمال المتسق مع ما ورد في القصة مسهبا في المناسبات السابقة. وهذا أيضا من أساليب القصص القرآني حسب ما اقتضته حكمة التنزيل واستهدفت ـ كما يستلهم من أسلوبها القوي النافذ ومن مضمونها ـ إنذار الكفار وتطمين النبي صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين. فقد أهلك الله فرعون وقومه ، وكانوا أشد منهم قوة ولم يمهلهم ولم تبك عليهم سماء ولا أرض وسلبهم ما كان لهم من زروع وجنات وعيون وما كانوا يتمتعون به من حياة ناعمة مترفة. وأورث ذلك لغيرهم ونجّى بني إسرائيل مما كانوا يقاسونه من عذاب فرعون الشديد المسرف المستكبر ثم جعلهم خير العالمين عن علم بأحوالهم اختبارا وامتحانا لهم. وما جاء في الآيات عن رسالة موسى عليهالسلام إلى فرعون متسق مع ما جاء متصلا في السور السابقة. وليس فيها جديد إلّا أمر الله لموسى أن يترك البحر رهوا ليدخله فرعون وقومه على أثرهم. وهذا ليس واردا في سفر الخروج ولكن نعتقد أنه مما كان يرويه اليهود نقلا عن قراطيس كانت في أيديهم مثل سائر النقاط التي وردت في القرآن ولم ترد في الأسفار المتداولة من قصص موسى وفرعون. ويلحظ أن الآيات هنا لم تذكر بني إسرائيل كورثة لفرعون وقومه مع أن ذلك ذكر في سورتي الشعراء والأعراف. ومع ذلك فالعبارة (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (٢٨)) لا تنقض ذلك كما هو المتبادر. والعبرة في الآيات هي