المؤثر هو الاختيار خلاف الوجدان كيف ويعتبر فى العبادات ان تكون ارادية قربيّة ولو انعزلت الارادة عن التأثير فلا معنى لارادية العبادة ولا لنشوها عن قصد القربة وهو كما ترى (١) واصعب من البيان الصادر عن المعاصر المزبور خيال بعض آخر (٢) فانه لا يكون المراد من الفعل الاختيارى الا مجرد نشوه عن
______________________________________________________
عليه لا يكون ما ذكره دليلا على المغايرة مفهوما ومصداقا دليلا عليها عند القائل بالاتحاد ، وثانيا فلانا لا نتعقل شيئا يحدث فى النفس بعد حدوث الارادة بمباديها فيها سواء كان ذلك الشى من افعال النفس ام من صفاتها اذ لو كان من افعال النفس لكان احد قسمى افعالها اما الافعال الجوانحية وهى عبارة عن التصور والتصديق ونحوهما وهى جميعا من مبادى حدوث الارادة فى النفس وعليه لا يعقل ان يكون متأخرا عنها واما الافعال الجوانحية وهى نفس الافعال الخارجية التى تتعلق الارادة بها وعلى كل لا ينتهى بنا محض ما يحدث فى النفس خارجا او فيها متأخرا عن الارادة الى شيء غير ما ذكرناه ليكون هو المعبر عنه بالطلب.
(١) وبالجملة قد اجاد صاحب هذا القول بالتزامه فى ان الاختيار من افعال النفس بلا حاجة الى علة اخرى ولكن اخطأ فى جعله الاختيار متأخرا عن الارادة ومتوسطا بينها وبين الفعل فانك قد عرفت ان التحقيق هو تقدم الاختيار على الارادة لان تصور فائدة الفعل والتصديق بها والشوق اليها يتحقق غالبا بلا اختيار ولكن مع هذا للنفس ترجيح الفعل على الترك وهو معنى الاختيار المستند اليها وح تتحقق الارادة فى النفس ويتبعها الفعل ، وهناك اجوبة اخرى سيأتى إن شاء الله تعالى.
(٢) ولعله المحقق الاصفهانى قدسسره فى النهاية ، ج ١ ، ص ١١٠ ، ان المظنون قويا ان الطلب عنوان لمظهر الارادة قولا او فعلا فلا يقال لمن اراد قلبا طلبا إلّا اذا اظهر الارادة بقول او فعل كما يظهر من قولهم طلبت زيدا فما وجدته فانه هنا عنوان لفعله الخارجى وليس المراد منه انه ارادة قلبا الخ وقال فى ص ١١٩ ان الفعل الاختيارى ما كان نفس الفعل بالارادة لا ما كان ارادته بالارادة فان القادر المختار من اذا شاء فعل لا من اذا شاء شاء وإلّا لم يكن فعل اختيارى فى العالم حتى فعله تعالى عما يقول الظالمون الخ وسيأتى بعض كلماته ايضا.