الاهتمام فى تحديده كما هو الشأن (١) فى امره باطاعة امره والانتهاء عن نهيه فان ذلك كلّه ليس إلّا الارشاد الى ما يحكم به العقل بفطرته (٢) كما لا يخفى ، ومن البيان المزبور (٣) ظهر ايضا بطلان الالتزام بكون مفاد الخطابات ايضا صرف البناء (٤)
______________________________________________________
(١) فراجع باب ١٩ من ابواب جهاد النفس عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام انه قال لبعض ولده يا بنى ايّاك ان يراك الله فى معصية نهاك عنها وايّاك ان يفقدك الله عند طاعة امرك الله بها الحديث وفى خبر آخر احذر ان يراك الله عند معصيته او يفقدك عند طاعته.
(٢) قال المحقق الاصفهانى فى النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٤ ان المخالفة والعصيان تقتضى استحقاق العقاب عقلا فالفعل هو المخوف على المخالف واختيار العقاب فيما لا مانع منه من توبه او شفاعة مثلا مما تقتضيه الحكمة الالهية والسنة الربانية لعين ما ذكرناه فى جعل العقاب غاية الامر ان للشارع الاكتفاء فى التخويف بتخويف العقل من دون حاجة الى جعل العقاب فما ورد من التصريح بالعقاب على المخالفة ليس تعهدا للعقاب بل تصريح بمقتضى الامر عقلا فحينئذ اذا اقدم العبد على المخالفة مع حكم العقل بما ذكرنا فلا يلومن إلّا نفسه واما وجه حكم العقل باستحقاق العقاب فلما ذكرنا فى محله من ان مخالفة المولى عن علم وعمد هتك لحرمة المولى وخروج معه عن رسوم العبودية ومقتضيات الرقية وهو ظلم خصوصا على مولى الموالى ومن يتوهم ان الظلم على المولى لا يسوغ عقاب الظالم ومؤاخذته فقد كابر مقتضى عقله ووجدانه انتهى.
(٣) من كون استحقاق الثواب والعقاب عقليين لاجل كون التحسين والتقبيح عقليين لا كون الحسن ما حسنه الشارع والقبيح ما قبحه وليست الاحكام تدور مدار المصالح والمفاسد بل الشارع يكون مقترحا فى احكامه من دون ان يكون هناك مرجح وانه لا مانع من الترجيح بلا مرجح كما نقل عنهم فى الفوائد ، ج ٣ ، ص ٥٧ فراجع.
(٤) كما افاده المحقق الماتن العراقى قدسسره هو بنفسه وكونه هو الطلب تأويلا لكلام الأشاعرة بمغايرة الطلب مع الارادة فمن فساد دعوى الأشاعرة تعرف صحة دعوى من يدعى الوجدان انه ليس فى النفس عند الامر بشيء غير الارادة و