.................................................................................................
______________________________________________________
ـ المراد الجدى بعض ما ينطبق عليه المدخول لا هو بنحو الاستيعاب ومن الواضح ان المدار فى المجازية وعدمها مرحلة الاستعمال لا الارادة الجدية ومما ذكرنا ظهر ان المخصص لا يكون قرينة على استعمال مدخول أداة العموم او نفس الادوات فى غير ما وضع لما ذكرنا من ان المدخول مستعمل فى معناه الذى هو الطبيعة المهملة وان ما يدل على المراد هو المخصص مطلقا غاية الامر فى المخصص المتصل ينعقد الظهور التصديقى من الاول فى الخاص بتعدد الدال والمدلول واما فى المنفصل فلا ينعقد الظهور التصديقى من الاول فيه بل فى العموم الّا انه يبين بدليل منفصل عدم ارادته وان المراد هو الخاص والمخصص المنفصل لا يعدم ظهور العام فى العموم بل يصادم حجيته فيه ويخصصها بمقدار الخاص ان قلت ما المراد من الارادة الاستعمالية فان اريد بها استعمال اللفظ فى المعنى فانيا فى المطلق بحيث يكون المفهوم واللفظ كلاهما مغفولين فهذه هى الارادة الجدية وان اريد بها استعمال اللفظ فى المعنى بداع آخر مثل السخرية ونحوها فهذا وان كان ممكنا اذ لا يلزم ان يكون الاستعمال بداع الجد الّا انه لا يعقل الالتزام بكون العمومات الواردة فى الكتاب والسنة مستعملة فى معانيها بالارادة الهزلية قلت قد عرفت حقيقة الارادة الاستعمالية وأنها ليست ارادة هزلية ولا مجال لتفوهها بل المراد ان استعمال اللفظ فيما وضع له حال كونه فانيا فى مطابقه تارة على نحو يكون المطابق الموضوع له اللفظ والمستعمل فيه تمام المراد للمتكلم واخرى لا يكون تمام مراده بل تتميمه ببيان آخر متصل ام منفصل واما استعمال اللفظ فى المفهوم ففى كلا المقامين على حد سواء غاية الامر فيما اذا كان البيان منفصلا كان ما استعمل فيه اللفظ منفكا عن الارادة الجدية وهذا بخلاف ما اذا كان متصلا كما لا يخفى فذاك المعنى والمقصود ـ