يتوهم شمول مثل قوله يا ايها الناس او مثل قوموا او صوموا مثلا للغائبين قادرين منهم او عاجزين بل المعدومين ايضا بتوهم (١) ان ادوات الخطاب حرفا او هيئة او غيرهما موضوعة للخطابات الايقاعية لا الحقيقية ولا قصور فى الايقاعات منها للشمول بالنسبة الى غير من
______________________________________________________
ـ يا ايها الناس ويا ايها الذين آمنوا ونحو ذلك مما كان الخطاب باداة النداء وكان موضوع الخطاب عنوانا عاما قابلا للانطباق على الموجود والمعدوم ـ
وح فينحصر محل النزاع ومورد النفى والاثبات بالقسم الثاني الذى يكون موضوع الخطاب فيه من العناوين العامة القابلة للانطباق على الموجود والمعدوم حين الخطاب كقوله يا ايها الناس ويا ايها الذين آمنوا حيث ان مقتضى عموم المتلو هو الشمول للغائبين والمعدومين ايضا كما ان مقتضى ظهور الاداة فى الخطاب الحقيقى هو الاختصاص بخصوص الحاضرين المشافهين فيدور الامر ح بين الأخذ بظهور الاداة فى الخطاب الحقيقى وتخصيص عموم ما فى التلو بخصوص الحاضرين وبين الأخذ بعموم ما وقع فى التلو وحمل الاداة على الخطاب الايقاعى وفى مثله قد يقال فى تعميم الحكم المتكفل له الخطاب للغائبين والمعدومين بوجوه.
(١) منها ما افاده في الكفاية ج ١ ص ٣٥٧ لكن الظاهر ان مثل ادوات النداء لم يكن موضوعا لذلك بل للخطاب الايقاعى الانشائى ـ اى الاختلاف انما كان من جهة الدواعى ـ فالمتكلم ربما يوقع الخطاب بها تحسرا وتأسفا وحزنا ـ اى لا بداعى الخطاب الحقيقى بل بدواع اخرى ـ مثل يا كوكبا ما كان اقصر عمره او شوقا ونحو ذلك كما يوقعه مخاطبا لمن يناديه حقيقة ـ اى يوقعه بداعى الخطاب الحقيقى ـ فلا يوجب استعماله فى معناه الحقيقى ح التخصيص بمن يصح مخاطبته نعم لا يبعد دعوى الظهور انصرافا فى الخطاب الحقيقى كما هو الحال فى حروف ـ