تفسير
قال اللَّه ـ تعالى ـ :
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِه لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (١) الَّذِي لَه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ ولَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ولَمْ يَكُنْ لَه شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَه تَقْدِيراً (٢) واتَّخَذُوا مِنْ دُونِه آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وهُمْ يُخْلَقُونَ ولا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا ولا نَفْعاً ولا يَمْلِكُونَ مَوْتاً ولا حَياةً ولا نُشُوراً) (٣)
افتتحت السورة الكريمة بالثناء على اللَّه ـ تعالى ـ ثناء يليق بجلاله وكماله.
ولفظ «تبارك» فعل ماض لا يتصرف. أي : لم يجئ منه مضارع ولا أمر ولا اسم فاعل : وهو مأخوذ من البركة بمعنى الكثرة من كل خير. وأصلها النماء والزيادة. أي : كثر خيره وإحسانه ، وتزايدت بركاته.
أو مأخوذ من البركة بمعنى الثبوت. يقال : برك البعير ، إذا أناخ في موضعه فلزمه وثبت فيه. وكل شيء ثبت ودام فقد برك. أي : ثبت ودام خيره على خلقه.
والفرقان : القرآن. وسمى بذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل.
ونذيرا : من الإنذار ، وهو الإعلام المقترن بتهديد وتخويف.
أي : جل شأن اللَّه ـ تعالى ـ وتكاثرت ودامت خيراته وبركاته ، لأنه ـ سبحانه ـ هو الذي نزل القرآن الكريم على عبده محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليكون «للعالمين» أي : للإنس وللجن «نذيرا» أي : منذرا إياهم بسوء المصير إن هم استمروا على كفرهم وشركهم.
وفي التعبير بقوله ـ تعالى ـ (تَبارَكَ) إشعار بكثرة ما يفيضه ـ سبحانه ـ من