عائشة. ثم استأذن نساءه ـ رضى الله عنهن ـ أن يمرّض في بيتها ، وفيه توفى في حجرها» (١).
هذه بعض الأحكام والآداب التي تؤخذ من هذه الآيات ، ومن أراد المزيد فليرجع إلى أمهات كتب التفسير ، ففيها ما يشبع وينفع.
* * *
وبعد أن بين ـ سبحانه ـ قبح جريمة الزنا ، وشناعة جريمة القذف ، وعقوبة كل من يقع في هاتين الجريمتين ، أتبع ذلك ببيان الآداب التي تحمل المتمسك بها على التحلي بالفضيلة والنقاء والطهر ... وبدأ ـ سبحانه ـ بآداب الاستئذان فقال ـ تعالى ـ :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ)(٢٩)
ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات ، أن امرأة من الأنصار جاءت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله ، إنى أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد ، لا والد ولا ولد ، فيأتى الأب فيدخل على وإنه لا يزال يدخل على رجل من أهلى وأنا على تلك الحال ، فكيف أصنع؟ فنزل قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا).
فقال أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ يا رسول الله ، أفرأيت الخانات والمساكن في طرق
__________________
(١) راجع تفسير القاسمى ج ١٢ ص ٤٤٩٤.