مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (١٦٦) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (١٦٩) فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(١٧٥)
قال ابن كثير ـ رحمهالله ـ : ولوط هو ابن هاران بن آزر ، وهو ابن أخى إبراهيم ، وكان قد آمن مع إبراهيم ، وهاجر معه إلى أرض الشام ، فبعثه الله إلى أهل سدوم وما حولها من القرى ، يدعوهم إلى الله ـ تعالى ـ وبأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، وهو إتيان الذكور دون الإناث ، وهذا شيء لم يكن بنو آدم تعهده ولا تألفه ، ولا يخطر ببالهم ، حتى صنع ذلك أهل سدوم ـ وهي قرية بوادي الأردن ـ عليهم لعائن الله. (١).
ولقد بدأ لوط ـ عليهالسلام ـ دعوته لقومه يأمرهم بتقوى الله ، وبإخبارهم بأنه رسول أمين من الله ـ تعالى ـ إليهم ، وبأنه لا يسألهم أجرا على دعوته لهم إلى الحق والفضيلة.
ثم نهاهم عن أبرز الرذائل التي ، كانت متفشية فيهم فقال : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ. وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ. بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ).
والاستفهام للإنكار والتقريع والذكران : جمع ذكر وهو ضد الأنثى.
والعادون : جمع عاد. يقال : عدا فلان في الأمر يعدو ، إذا تجاوز الحد في الظلم.
أى : قال لوط لقومه : أبلغ بكم انحطاط الفطرة ، وانتكاس الطبيعة ، أنكم تأتون الذكور الفاحشة ، وتتركون نساءكم اللائي أحلهن الله ـ تعالى ـ لكم ، وجعلهن الطريق الطبيعي للنسل وعمارة الكون.
__________________
(١) تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٢٣٠.