جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (٤٩) قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (٥٠) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (٥١) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٥٢) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٥٤) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) (٥٥)
و (إِذْ) في قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ) متعلق بمحذوف تقديره : اذكر ، أى : واذكر ـ أيها الرسول الكريم ـ لقومك ليعتبروا ويتعظوا وقت أن يتخاصم أهل النار فيما بينهم.
(فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ) منهم (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) في الدنيا وكانوا رؤساء وقادة :
(إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) أى إنا كنا في الدنيا تابعين لكم ، ومنقادين لهواكم ومسخرين لخدمتكم .. والاستفهام في قوله ـ تعالى ـ : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ) للطلب المصحوب بالرجاء والاستجداء ..
أى : هذا هو حالنا أمامكم ، وقد كنا في الدنيا منقادين لكم انقياد العبد لسيده ، فادفعوا عنا شيئا من هذا العذاب المهين الذي نزل بنا ، فطالما دافعنا عنكم في الدنيا وسرنا وراءكم بدون تفكير أو معارضة ..