عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (٧٤)
واسم الإشارة «ذلك» في قوله ـ تعالى ـ : (أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) يعود إلى نعيم الجنة الذي سبق الحديث عنه ، والذي يشمل الرزق المعلوم وما عطف عليه.
والاستفهام للتوبيخ والتأنيب. والنزل : ما يقدم للضيف وغيره من طعام ومكان ينزل به.
و «ذلك» مبتدأ ، و «خير» خبره ، و «نزلا» : تمييز لخير ، والخيرية بالنسبة لما اختاره الكفار على غيره. والجملة مقول لقول محذوف.
وشجرة الزقوم هي شجرة لا وجود لها في الدنيا ، وإنما يخلقها الله ـ تعالى ـ في النار ، كما يخلق غيرها من أصناف العذاب كالحيات والعقارب.
وقيل : هي شجرة سامة متى مست جسد أحد تورم ومات ، وتوجد في الأراضي المجدية المجاورة للصحراء.
والزقوم : من التزقم ، وهو ابتلاع الشيء الكريه ، بمشقة شديدة.
والمعنى : قل ـ أيها الرسول الكريم ـ لهؤلاء الكافرين أذلك النعيم الدائم الذي ينزل به المؤمنون في الجنة خير ، أم شجرة الزقوم التي يتبلغ بها الكافرون وهم في النار ، فلا يجدون من ورائها إلا الغم والكرب لمرارة طعمها ، وقبح رائحتها وهيئتها.
ومعلوم أنه لا خير في شجرة الزقوم ، ولكن المؤمنين لما اختاروا ما أدى بهم إلى نعيم الجنة وهو الإيمان والعمل الصالح ، واختار الكافرون ما أدى بهم إلى النار وبئس القرار ، قيل لهم ذلك على سبيل التوبيخ والتقريع ، لسوء اختيارهم.
ثم بين ـ سبحانه ـ شيئا عن هذه الشجرة فقال : (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) أى : إنا جعلنا هذه الشجرة محنة وابتلاء وامتحانا لهؤلاء الكافرين الظالمين ، لأنهم لما أخبرهم