دَحاها) قال : خلق الله الأرض قبل أن يخلق السماء ، ثم خلق السماء ، ثم دحا الأرض بعد ما خلق السماء ، وإنما قوله : (دَحاها) : بسطها. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : (دَحاها) أن أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام وما بينهما في يومين. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الطامة من أسماء يوم القيامة. وأخرج ابن مردويه عن عليّ بن أبي طالب : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يسأل عن الساعة فنزلت : (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها)». وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه عن عائشة قالت : «ما زال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) فانتهى فلم يسأل عنها». وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن طارق بن شهاب قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت : (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) فكفّ عنها. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ـ قال السيوطي : بسند ضعيف ـ أن مشركي مكة سألوا النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : متى الساعة؟ استهزاء منهم. فأنزل الله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) يعني مجيئها (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) يعني ما أنت من علمها يا محمد (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) يعني منتهى علمها. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : «كانت الأعراب إذا قدموا على النبي صلىاللهعليهوسلم سألوه عن الساعة فينظر إلى أحدث إنسان منهم فيقول : إن يعش هذا قرنا قامت عليكم ساعتكم» (١).
* * *
__________________
(١). انظر رأي الإمام النووي والحافظ ابن حجر حول هذا الحديث في فتح الباري (١٠ / ٥٥٧)