فِيهِ) لا تكفروا به ، ويقال : لا ترفعوا للغد (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ) فيجب عليكم (غَضَبِي) بسخطى وعذابى ، ويقال : ينزل عليكم إن قرأت بضم الحاء (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي) يجب عليه غضبى وسخطى وعذابى (فَقَدْ هَوى (٨١)) فقد هلك (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ) من الشرك (وَآمَنَ) بالله (وَعَمِلَ صالِحاً) خالصا (ثُمَّ اهْتَدى (٨٢)) ثم رأى ثواب عمله حقا ، ويقال : ثم اهتدى إلى السنة والجماعة ومات على ذلك ، فلما ذهب موسى ، عليهالسلام ، مع السبعين إلى الميقات تعجل فى الميعاد قبل السبعين ، قال الله له : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣) قالَ هُمْ أُولاءِ) يجيئون (عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (٨٤)) ليزداد رضاك عنى (قالَ) يا موسى (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا) ابتلينا (قَوْمَكَ) بعبادة العجل (مِنْ بَعْدِكَ) من بعد انطلاقك إلى الجبل (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ (٨٥)) وأمرهم بذلك السامرى.
(فَرَجَعَ) فلما رجع (مُوسى إِلى قَوْمِهِ) مع السبعين سمع صوت الفتنة فصار (غَضْبانَ أَسِفاً) حزينا (قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) صدقا (أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ) أفتجاوزت عنكم المدة (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ) يجب عليكم (غَضَبٌ) سخط وعذاب (مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦)) فخالفتم (قالُوا) يا موسى (ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ) ما خالفنا وعدك (بِمَلْكِنا) بعلمنا معتمدين (وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً) إجراما (مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) من حلى آل فرعون فشؤم ذلك حملنا على عبادة العجل (فَقَذَفْناها) فطرحنا الحلى فى النار (فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُ (٨٧)) كما ألقينا (فَأَخْرَجَ لَهُمْ) فصاغ لهم السامرى من الذهب الذى ألقوا فى النار (عِجْلاً جَسَداً) أى عجلا مجسدا صغيرا بلا روح (لَهُ خُوارٌ) صوت (فَقالُوا) أى شىء هذا ، فقال لهم السامرى : (هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ (٨٨)) أى فترك السامرى طاعة الله وأمره ، ويقال : قال السامرى : ترك موسى الطريق وأخطأ ، فقال الله : (أَفَلا يَرَوْنَ) يعنى السامرى وأصحابه (أَلَّا يَرْجِعُ) أن لا يرد (إِلَيْهِمْ قَوْلاً) جوابا يعنى العجل (وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ) لا يقدر لهم (ضَرًّا) دفع الضرر (وَلا نَفْعاً (٨٩)) ولا جر النفع (وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ) من قبل مجىء موسى عليهالسلام (يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ) ابتليتم بالخوار وعبادة العجل ، ويقال : أضللتم أنفسكم بعبادة العجل (وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي) فى دينه (وَأَطِيعُوا أَمْرِي (٩٠)) قولى ووصيتى.