(فَخَرَجَ) موسى (مِنْها) من المدينة (خائِفاً يَتَرَقَّبُ) ينتظر ويلتفت متى يلحق ويؤخذ (قالَ) عند ذلك (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١)) أهل مصر (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ) سار نحو مدين خاف أن يخطئ الطريق (قالَ عَسى) لعل (رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي) أن يرشدنى (سَواءَ السَّبِيلِ (٢٢)) قصد الطريق نحو مدين (وَلَمَّا وَرَدَ) بلغ (ماءَ مَدْيَنَ) وهو بئر (وَجَدَ عَلَيْهِ) على الماء (أُمَّةً) جماعة (مِنَ النَّاسِ) أربعين رجالا (يَسْقُونَ) غنمهم (وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ) من ورائهم (امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ) تحسبان غنمهما عن الماء من ضعفهما حتى يفرغ القوم (قالَ) لهما موسى (ما خَطْبُكُما) ما بالكما لا تسقيان غنمكما (قالَتا لا نَسْقِي) لا نقدر أن نسقى غنمنا (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) حتى يفرغ القوم ، ثم نسقى (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣)) ليس له أحد يعينه غيرنا (فَسَقى لَهُما) فسقى موسى غنمهما وذهبتا إلى أبيهما فأخبرتا أباهما عن موسى (ثُمَّ تَوَلَّى) موسى (إِلَى الظِّلِ) ظل الشجرة ، ويقال : ظل حائط ، ويقال : كن (فَقالَ) موسى (رَبِّ إِنِّي فَقِيرٌ (٢٤)) محتاج مقدم ومؤخر (لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَ) ما قدرت لى (مِنْ خَيْرٍ) من طعام.
(فَجاءَتْهُ إِحْداهُما) وهى الصغرى ، واسمها صفورا (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ) معترضة رافعة كمها على وجهها (قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ) ليعطيك (أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) عوض ما سقيت لنا غنمنا (فَلَمَّا جاءَهُ) جاء موسى إلى أبيهما يثرون ابن أخى شعيب ، وقد مات شعيب قبل ذلك (وَقَصَّ عَلَيْهِ) على يثرون (الْقَصَصَ) فراره من فرعون وغير ذلك (قالَ) له يثرون (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٥)) من أهل مصر (قالَتْ إِحْداهُما) وهى الصغرى (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ) من الأجراء هو (الْقَوِيُ) على الحمل الثقيل (الْأَمِينُ (٢٦)) على الأمانة ، ثم (قالَ) يثرون لموسى (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ) أزوجك يا موسى (إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي) تعمل لى فى غنمى (ثَمانِيَ حِجَجٍ) ثمان سنين (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً) عشر سنين (فَمِنْ عِنْدِكَ) الزيادة (وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) فى الزيادة (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)) بالوفاء (قالَ) موسى (ذلِكَ) الشرط (بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ) الثمان أو العشر (فَلا عُدْوانَ عَلَيَ) فلا سبيل لك علىّ (وَاللهُ عَلى