الآخرة (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) عن توحيدى ، ويقال : كفر بكتابى ورسولى (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) عذابا شديدا فى القبر ، ويقال : فى النار (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى (١٢٤) قالَ) يقول (رَبِ) يا رب (لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (١٢٥)) فى الدنيا (قالَ كَذلِكَ) هكذا لأنك (أَتَتْكَ آياتُنا) كتابنا ورسولنا (فَنَسِيتَها) فتركت العمل والإقرار بها (وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (١٢٦)) تترك فى النار.
(وَكَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ) من أشرك (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) يعنى الكتاب والرسول (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى (١٢٧)) أدوم من عذاب الدنيا (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) يبين لأهل مكة (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) الماضية (يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) منازلهم (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما فعلنا بهم (لَآياتٍ) لعلامات (لِأُولِي النُّهى (١٢٨)) أى لذوى العقول من الناس (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ) وجبت (مِنْ رَبِّكَ) بتأخير العذاب عنهم (وَأَجَلٌ مُسَمًّى (١٢٩)) أى وقت معلوم لهذه الأمة (لَكانَ لِزاماً) عذابا بهلاكهم مقدم ومؤخر (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) يا محمد عما يقولون من الشتم والتكذيب (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) صل بأمر ربك يا محمد (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) صلاة الغداة (وَقَبْلَ غُرُوبِها) صلاة الظهر والعصر (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ) بعد دخول الليل (فَسَبِّحْ) فصل صلاة المغرب والعشاء (وَأَطْرافَ النَّهارِ) صلاة الظهر ، ويقال : صلاة الظهر والعصر (لَعَلَّكَ تَرْضى (١٣٠)) لكى تعطى الشفاعة حتى ترضى (١).
(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٣١) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى (١٣٢) وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥))
(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) ولا تنظرن رغبة (إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ) إلى ما أعطينا من المال (أَزْواجاً) رجالا (مِنْهُمْ) من بنى قريظة والنضير (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) زينة الدنيا (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) أى لنختبرهم فيما أعطيناهم من الزينة (وَرِزْقُ رَبِّكَ) الجنة (خَيْرٌ) أفضل (وَأَبْقى (١٣١)) أدوم مما لهم فى الدنيا (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) عند الشدة
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ١٩٥) ، وتفسير الطبرى (١٦ / ١٦٨) وزاد المسير (٥ / ٣٣٤).