يظفر بهم فيقتلون من آمن به (قُلْنا) لموسى (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (٦٨)) الغالب عليهم (وَأَلْقِ) على الأرض (ما فِي يَمِينِكَ) يا موسى (تَلْقَفْ) تلقم (ما صَنَعُوا) ما طرحوا من العصى والحبال (إِنَّما صَنَعُوا) طرحوا (كَيْدُ ساحِرٍ) عمل سحر (وَلا يُفْلِحُ) لا يأمن ولا ينجو من عذاب الله ولا يفوز (السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (٦٩)) أينما كان (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) فسجدوا من سرعة سجودهم كأنهم ألقوا (قالُوا) يعنى السحرة (آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى (٧٠)).
(قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (٧١) قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦) وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (٧٧) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (٧٩) يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى (٨٠))
(قالَ) لهم فرعون (آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) قبل أن أمركم به (إِنَّهُ) يعنى موسى (لَكَبِيرُكُمُ) عالمكم (الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) اليد اليمنى والرجل اليسرى (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) على جذوع النخل (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (٧١)) أدوم أنا أو رب موسى وهارون (قالُوا) يعنى السحرة لفرعون (لَنْ نُؤْثِرَكَ) لن نختار عبادتك وطاعتك (عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) من الأمر والنهى والكتاب والرسول والعلامات (وَالَّذِي فَطَرَنا) وعلى عبادة الذى خلقنا (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) فاصنع ما أنت صانع واحكم علينا ما أنت حاكم (إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢)) تحكم علينا فى الدنيا وليس لك علينا سلطان فى الآخرة (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا) شركنا (وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ) ما أجبرتنا عليه (مِنَ السِّحْرِ) من تعلم السحر (وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣)) ما عند الله من الثواب والكرامة أفضل وأدوم مما تعطينا من المال (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ) يوم القيامة (مُجْرِماً)