رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (٢٨) قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (٣٠))
(وَتِلْكَ نِعْمَةٌ) هذه نعمة (تَمُنُّها عَلَيَ) يا فرعون ولا تذكر جفاك علىّ (أَنْ عَبَّدْتَ) بأن استعبدت (بَنِي إِسْرائِيلَ (٢٢) قالَ فِرْعَوْنُ) لموسى (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣)) ومن رب العالمين يا موسى إياى تعنى (قالَ) موسى (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يقول رب العالمين هو رب السموات والأرض (وَما بَيْنَهُمَا) من الخلق والعجائب (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤)) مصدقين بأن الله خلقهما (قالَ) فرعون (لِمَنْ حَوْلَهُ) من الجلساء (أَلا تَسْتَمِعُونَ (٢٥)) إلى ما يقول موسى ، وكان حوله مائتان وخمسون رجلا جلوسا عليهم أقبية الديباج مخوصة بالذهب ، وكانوا خاصته ، قالوا لموسى : من رب السموات والأرض الذى تدعونا إليه يا موسى (قالَ) موسى (رَبُّكُمْ) هو ربكم (وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦) قالَ) فرعون لجلسائه (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧)) قالوا : إلى من تدعونا إليه يا موسى ، ومن ربنا ورب آبائنا الأولين (قالَ) موسى (رَبُّ الْمَشْرِقِ) هو رب المشرق (وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (٢٨)) تصدقون ذلك (قالَ) فرعون لموسى (لَئِنِ اتَّخَذْتَ) عبدت (إِلهَاً غَيْرِي) يا موسى (لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩)) من المحبوسين فى السجن وكان سجنه أشد من القتل (قالَ) موسى (أَوَلَوْ جِئْتُكَ) يا فرعون (بِشَيْءٍ مُبِينٍ (٣٠)) بآية بينة على ما أقوله.
(قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (٣٢) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (٣٣) قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ (٣٥) قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٣٦) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (٣٧) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٣٨) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (٣٩) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (٤٠))
(قالَ) فرعون (فَأْتِ بِهِ) يا موسى (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١)) بأنك رسول إلى قومى (فَأَلْقى) موسى (عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ) حية صفراء ذكر (مُبِينٌ (٣٢)) عظيم أعظم ما يكون من الحيات ، قال فرعون : هذه آية بينة فهل غير هذه (وَنَزَعَ يَدَهُ) أخرج موسى يده من إبطه (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (٣٣)) لها