(وَالَّذِي أَطْمَعُ) أرجو (أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي) ذنبى (يَوْمَ الدِّينِ (٨٢)) يوم الحساب وكانت خطيئته قوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) وقوله : لامرأته (هذه أختى) (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) فهما وعلما (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣)) بآبائى المرسلين فى الجنة (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ) ثناء حسنا (فِي الْآخِرِينَ (٨٤)) فى الباقين بعدى (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥)) من نازلى جنة النعيم (وَاغْفِرْ لِأَبِي) اهد أبى (إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦)) إنه كان ضالا كافرا (وَلا تُخْزِنِي) لا تعذبنى (يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧)) من القبور (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ) كثرة المال (وَلا بَنُونَ (٨٨)) كثرة البنين (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)) خالص من الذنب وحب الدنيا (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ) قربت الجنة (لِلْمُتَّقِينَ (٩٠)) الكفر والشرك والفواحش فصارت لهم منزلا (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ) أظهرت (لِلْغاوِينَ (٩١)) للكافرين فصارت لهم منزلا.
(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (٩١) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣) فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٩٨) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (٩٩) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠))
(وَقِيلَ لَهُمْ) لعبدة الأوثان (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللهِ) فى الدنيا من الأصنام (هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ) هل يمنعونكم من عذاب الله (أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣)) يمتنعون بأنفسهم من العذاب (فَكُبْكِبُوا فِيها) فطرحوا وجعلوا فى النار (هُمْ) كفار مكة وسائر الكفار كفار الإنس (وَالْغاوُونَ (٩٤)) كفار الجن وآلهتهم (وَجُنُودُ إِبْلِيسَ) ذرية إبليس (أَجْمَعُونَ (٩٥)) وهم الشياطين (قالُوا) يعنى الكفار (وَهُمْ فِيها) فى النار (يَخْتَصِمُونَ (٩٦)) مع آلهتهم ورؤسائهم وذرية إبليس (١) (تَاللهِ) والله (إِنْ كُنَّا) قد كنا (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٩٧)) فى خطأ بين فى الدنيا (إِذْ نُسَوِّيكُمْ) نعدلكم (بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٩٨)) فى العبادة (وَما أَضَلَّنا) ما صرفنا عن الإيمان والطاعة (إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩)) المشركون قبلنا الذين اقتدينا بهم (فَما لَنا) فليس لنا أحد (مِنْ شافِعِينَ (١٠٠)) من الملائكة والنبيين والصالحين يشفع لنا.
(وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٩ / ٥٥) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ٨٧) ، وزاد المسير (٦ / ١٣١).