قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بداية الوصول [ ج ٩ ]

210/379
*

اللهم إلا أن يقال : أن باب احتمال التورية وإن كان مفتوحا فيما احتمل فيه التقية ، إلا أنه حيث كان بالتأمل والنظر لم يوجب أن يكون معارضه أظهر ، بحيث يكون قرينة على التصرف عرفا في الآخر (١) ،

______________________________________________________

الترجيح بالمخالفة يكون «بما هو موجب لاقوائية دلالة ذيه من معارضه» وهو الخبر الموافق «لاحتمال التورية» وارادة خلاف الظاهر «في المعارض المحتمل فيه التقية» وهو الخبر الموافق «دونه» أي دون الخبر المخالف لعدم احتمال التورية فيه وارادة خلاف ظاهره ، ولازم ذلك كما عرفت هو كونه من الجمع الدلالي ، وحيث يكون من الجمع الدلالي «فهو مقدم على جميع مرجحات الصدور بناء على ما هو المشهور» كما مر في اول مبحث التعارض «من تقديم التوفيق» العرفي «بحمل الظاهر على الاظهر على الترجيح بها» أي على الترجيح بالمرجحات.

(١) وحاصله : ان موارد التوفيق العرفي التي هي مقام الجمع الدلالي : هو ان يكون لكل من الدليلين ظهور يكون الجمع العرفي بين هذين الظهورين هو حمل الظاهر منهما على الاظهر ، بان يكون مجرد الجمع بين هذين الظاهرين موجبا لان يكون احدهما اظهر دلالة من الآخر ، وقرينة بحسب مقام الظهور على حمل احدهما على الآخر فيكون الجمع لاجل قوة الظهور الموجب للتصرف بحمل الظاهر منهما على الاظهر. لا ان تكون القرينة لحمل احدهما على الآخر هو امر عقلي ـ كعدم صحة ارادة الظاهر من احدهما للزوم التورية ـ فانه ليس من الجمع الدلالي ، لوضوح عدم كون ذلك موجبا للأظهرية في احدهما بالنسبة الى ظاهر الآخر ، فان لزوم التورية عقلا لا يوجب كون المخالف في مقام الدلالة اظهر من الخبر الموافق ظهورا دلاليا.

والحاصل : ان الامور العقلية لا ربط لها بمقام الدلالة حتى تكون موجبة لقوة الظهور في احدهما على الآخر. والى ما ذكرنا اشار بقوله : «اللهم إلّا ان يقال ان باب احتمال التورية وان كان مفتوحا فيما احتمل فيه التقية» وهو الخبر الموافق للعامة «إلّا انه» لا يوجب كون الخبر المخالف للعامة اقوى في مقام الظهور منه