فتدبر (١).
فصل
موافقة الخبر لما يوجب الظن بمضمونه ولو نوعا من المرجحات في الجملة (٢) ـ بناء على لزوم الترجيح ـ لو قيل بالتعدي عن المرجحات
______________________________________________________
«حيث كان» باب التورية من القرائن العقلية الحاصلة «بالتأمل والنظر» ولذا «لم يوجب» ذلك «ان يكون معارضه» وهو الخبر المخالف «اظهر» دلالة «بحيث يكون قرينة على التصرّف عرفا في الآخر» وهو الخبر الموافق.
(١) لعله اشارة الى ان القرينة العقليّة في المقام وان لم توجب اظهرية في مقام الدلالة ، الّا ان المناط لتقديم هذا المرجح على المرجحات موجود لاجلها ، لان التقدّم في مقام تحقق الاظهرية انما هو لقوة الاظهر وضعف الظاهر ، وهذا موجود في هذه القرينة العقلية ، لانها موجبة لضعف ارادة الظاهر في الخبر الموافق وقوة ارادة الظاهر في الخبر المخالف. والله العالم.
(٢) لا يخفى ان المرجحات الداخلية في الخبر هي : جهة دلالته ، وجهة نفس صدوره ، وجهة كون صدوره لبيان الواقع. والاولى هي المرجح الدلالي ومورد الجمع العرفي ، والثانية هي المرجح الصدوري ، والثالثة هي المرجح الجهتي. وقد فرغ من الكلام في هذه المرجحات في الفصول المتقدمة.
وهذا الفصل معقود للكلام في المرجحات الخارجية ، وهي على اقسام :
الاول : المرجح الخارجي الذي لم يقم على اعتباره ولا على عدم اعتباره دليل ، كموافقة احد الخبرين للشهرة الفتوائية.
الثاني : المرجح الخارجي الذي قام الدليل على عدم اعتباره ، كالظن الحاصل من القياس حيث يوافق احد الخبرين المتعارضين.
الثالث : المرجح الخارجي الذي قام الدليل على اعتباره ، كموافقة احد الخبرين للكتاب.