نعم لا بأس بدلالة الاخبار عليه بالمطابقة أو الملازمة ، حيث دل بعضها على وجوب اتباع قول العلماء ، وبعضها على أن للعوام تقليد العلماء ، وبعضها على جواز الافتاء مفهوما مثل ما دل على المنع عن الفتوى بغير علم ، أو منطوقا مثل ما دل على إظهاره عليهالسلام المحبة لان يرى في أصحابه من يفتي الناس بالحلال والحرام (١).
______________________________________________________
والايراد الثاني : ان المراد من اهل الذكر هم الائمة عليهمالسلام كما ورد بذلك روايات التفسير من طرقنا ، وعليه فالآية ايضا اجنبية عن الدلالة على جواز التقليد ، لان السؤال من الائمة عليهمالسلام الذين هم لا ينطقون عن الهوى يوجب العلم بالجواب ، مضافا الى ان الائمة عليهمالسلام ليسوا من اهل الرأي والاجتهاد ، بل هم اهل بيت الرسالة ومهبط الوحي والالهام. والى هذا اشار بقوله : «او اهل بيت العصمة الاطهار كما فسر به» أي كما فسر اهل الذكر بان المراد منه هم الائمة عليهمالسلام «في الاخبار» المذكور في كتب التفسير.
(١) الاخبار الدالة على التقليد التي اشار اليها على نحوين : الاول : ما دل على جواز التقليد بالمطابقة ، مثل الخبر المروي في الاحتجاج عن تفسير العسكري عليهالسلام لقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ)(١) ... الى آخر الآية الواردة في ذم عوام اليهود والنصارى ، وهي رواية طويلة وفيها تفصيل في التقليد وان تقليد غير الاهل مذموم غير صحيح ، وتقليد الاهل الجامع للشرائط صحيح جائز وهو قوله عليهالسلام (فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه) (٢) ولا يخفى ان هذه الفقرة من الرواية تدل على
__________________
(١) البقرة : الآية ٧٨.
(٢) الاحتجاج ص ٤٥٧.