.................................................................................................
______________________________________________________
الاولوية قطعية فهي قياس ظني والقياس باطل. والى هذا اشار بقوله : «فباطل» فانه خبر لقوله واما قياس المسائل الفرعية ، والتقدير : واما قياس المسائل الفرعية على الاصول الاعتقادية فباطل.
الثاني : ان القياس غير صحيح لانه قياس مع الفارق ، لان الاصول الاعتقادية مسائل قليلة معدودة ، فهي وان كانت غامضة إلّا انها لقلتها يستطيع كل احد الاحاطة بها ، بخلاف المسائل الفرعية فانها وان كانت اسهل إلّا انها كثيرة جدا ، وكثرتها هي السبب في عجز العامي عنها ، بل الاحاطة بالمسائل الفرعية احاطة فعلية بجزئياتها لكثرتها يعجز عنه كل مجتهد فضلا عن المقلد ، وانما يقدر بعض المجتهدين الاوحديين المتضلعين على الاحاطة الفعلية بكليات تلك المسائل الفرعية ، واما ساير المجتهدين فليس لهم الا الملكة والقوة على الاحاطة بكلياتها وليس لهم بها احاطة فعلية. ومع هذا الفرق بين المسائل الاعتقادية والمسائل الفرعية لا وجه للقياس ، لانه من القياس مع الفارق.
ويمكن ان يقال ثالثا : ان ادلة الاصول الاعتقادية مختلفة بعضها واضحة بل وجدانية ، كدولاب العجوز فانها بمجرد ان رفعت يدها عن تحريكه وقف عن الحركة ، وهذا دليل على امتناع تحقق المعلول من دون علة وهو سهل وجداني ، وكذلك دليل النبوة فان اتيان مدعي النبوة بالمعجزة التي لا يقدر عليها غيره دليل على نبوته وصدق دعواه ، وكذلك الامامة فان من خلف نفرين من صغار اهله يحتاجون الى رعاية لا يتركهم بغير وصي ، فكيف يترك النبي هذه الامة التي فيها من هو اقل عقلا من عقول بعض الاطفال من غير وصي وامام يرشدهم الى الحق؟ والى هذا اشار بقوله : «مع انه مع الفارق ضرورة ان الاصول الاعتقادية مسائل معدودة بخلافها» أي بخلاف المسائل الفرعية «فانها لا تعد ولا تحصى» لكثرتها «ولا يكاد يتيسر من الاجتهاد فيها» بحيث يكون اجتهاد «فعلا في طول العمر» لاحد من المجتهدين «الا للاوحدي» من المجتهدين وذلك «في كلياتها» لا في جزئياتها «كما لا يخفى» على من له إلمام بالفقه وكثرة الفروع كثرة تفوق الاحصاء.