باب الاستعاذة (١)
اعلم أنّ الاستعاذة مندوب إليها عند التلاوة ، لأنها استجارة بالله وامتناع من همزات الشياطين بدليل قوله تعالى : (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشّيطان الرّجيم) (النحل / ٩٨). ومحلّها قبل القراءة (٢) في أوائل السّور كان ذلك أو رءوس الأجزاء.
وروى ابن قالوقاء (٣) عن حمزة الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة (٤) ، وبه قال أبو حاتم (٥) وليس بشيء لقوله تعالى : (إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) (المائدة / ٦) / ١١٨ ظ /. ومعلوم أنّ الغسل قبل القيام.
ويجهر بالاستعاذة إن جهر بالقراءة إلّا في صلاة.
وروي عن نافع إخفاء التّعوّذ فيما حكاه [أبو محمد البغدادي] والشّهرزوريّ وكذا (٦) عن حمزة في ما حكاه أبو محمد البغداديّ (٧).
ولفظه المشهور المختار (٨) : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى في سورة النحل : (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشّيطان الرّجيم) (٩٨) ولما
__________________
(١) ينظر في باب الاستعاذة : التيسير / ١٦ ، وتفسير ابن كثير ١ / ٢٥ ، والنشر ١ / ٢٤٣ ، والإتحاف / ١٩ ، وغيث النفع / ٢٠.
(٢) س : التلاوة.
(٣) هو عبد الرحمن بن قلوقا ، ويقال أقلوقا ، مقرئ كوفي (ينظر : غاية النهاية ١ / ٣٧٦).
(٤) ينظر : النشر ١ / ٢٥٥ ، والإتحاف / ١٩.
(٥) هو سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد إمام البصرة في النحو والقراءة واللغة وهو أول من ألّف في القراءات على ما قاله ابن الجزري (ينظر : غاية النهاية ١ / ٣٢٠ ، وبغية الوعاة ١ / ٦٠٦)
(٦) ساقطة من س.
(٧) (في ما حكاه أبو محمد البغدادي) ساقطة من س ، وينظر : جمال القراء ٢ / ٤٨٢ ، والنشر ٢ / ٢٥٢.
(٨) ينظر تفصيل هذا في : التفسير الكبير للرازي ١ / ٦١ ، وجمال القراء ٢ / ٤٨٢.