روى عاصم عن زرّ عن ابن مسعود رضي الله عنه (١) قال : قرأت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أعوذ بالله السميع العليم فقال : قل أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ، فإني هكذا أقرأني جبريل (٢).
وروى نافع (٣) عن جبير بن مطعم (٤) عن أبيه (٥) قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ويقول : كذلك قرأت على جبريل فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم.
فإن زيد على هذا اللفظ شيء من صفات الله تعالى على سبيل التعظيم والتّنزيه كالسّميع والعليم والعظيم جاز ذلك ، لما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول مرّة : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ومرة : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وروى عنه صلىاللهعليهوسلم : أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم (٦).
وقد جاء عن القرّاء في ذلك ألفاظ قرأت بها من طريق الكامل وببعضها من
__________________
(١) (رضي الله عنه) ليست في س.
(٢) ينظر : مسند الإمام أحمد ٦ / ٣٩٤ ، وتنزيه الشريعة ١ / ٣٠٩.
(٣) هو التابعيّ المدنيّ ثم المكيّ أبو محمد نافع بن جبير بن مطعم بن عديّ من أفاضل قريش توفي في زمن ولاية سليمان بن عبد الملك (ينظر : المعارف / ٢٨٥ ، ومشاهير علماء الأمصار / ٧٨ ، ٨٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٢١).
(٤) هو الصحابيّ الجليل أبو محمد جبير بن مطعم بن عديّ ، من سادة مسلمي الفتح ، روى عنه الحديث ابنه نافع ت ٥٩ ه وقيل : ٧٣ ه (ينظر : المعارف / ٢٨٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٤٦ ، أسد الغابة ١١ / ٣٢٣).
(٥) هو مطعم بن عديّ بن عبد مناف ، كان أحد الذين ساهموا في نقض الصّحيفة في شعب بني هاشم. لم يثبت مؤرّخو الصحابة الكرام إسلامه وعليه فلا رواية له للحديث النبوي الشريف كما ورد هنا ، ولعلّ هذا سبق قلم من الناسخ ، يؤيدنا أن نافع بن جبير روى عن أبيه الحديث بينما لم تثبت رواية الصحابي جبير الحديث عن أبيه الذي مات قبل يوم بدر على غير الإسلام فكيف تصحّ عبارة المؤلّف : (روى نافع عن جبير بن مطعم عن أبيه)؟ (ينظر : السيرة النبوية لابن هشام ١ / ١٦٠ ، ٢٧٩ ، ٣٩٨ ، ٤٠٦ ، المعارف / ١٥١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩٧).
(٦) ينظر : سنن البيهقي ٢ / ٣٤ ، فتح الباري ٨ / ٤٧٨ ، نصب الراية / ٣٢١.