وقاله في غير هذه السورة بدونهم (١) ، لأنه نزل في عامة المؤمنين.
٥ ـ قوله تعالى : (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) [الحجر : ٥٢].
حذف منه قبل" قال" اختصارا ، قوله في هود : (قالَ سَلامٌ) وفي هود (قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) فحذف للدلالة عليه.
٦ ـ قوله تعالى : (قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) [الحجر : ٥٣].
(لا تَوْجَلْ) أي لا تخف ، وربه عبر في هود توسعة في التعبير عن الشيء الواحد بمتساويين ، وخص ما هنا بالأول لموافقته قوله : (إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) وما في هود بالثاني لموافقته قوله : (خِيفَةً.)
٧ ـ قوله تعالى : (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) [الحجر : ٦٠].
إسناد التقدير إلى الملائكة مجاز ، إذ المقدر حقيقة هو الله تعالى ، وهذا كما يقول خواص الملك : دبرنا كذا ، وأمرنا بكذا ، والمدبر والآمر : هو الملك ، وفي ذلك إظهار لمزيد قربهم بالملك.
٨ ـ قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ. وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ. إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر : ٧٥ ، ٧٧ ، ٧٦].
إن قلت : كيف جمع الآية أولا ، ووحدها ثانيا ، والقصة واحدة؟!
قلت : جمع أولا باعتبار تعدّد ما قص من حديث لوط ، وضيف إبراهيم ، وتعرض أهل لوط لهم ، وما كان من إهلاكهم ، وقلب المدينة على من فيها ، وإمطار الحجارة على من غاب عنها.
ووحد ثانيا : باعتبار وحدة قرية قوم لوط ، المشار إليها بقوله : (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ.)
٩ ـ قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) [الحجر : ٨٠].
__________________
(١) كما في قوله في الأعراف : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ) آية (٤٣).