الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) [فاطر : ٣٧].
إن قلت : الوصف بغير الذي كنا نعمل ، يوهم أنهم كانوا عملوا صالحا غير الذي طلبوه ، مع أنهم لم يعلموا صالحا قطّ بل سيئا؟
قلت : قالوه بزعمهم أنهم كانوا يعملون صالحا كما قال تعالى : (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) [الكهف : ١٠٤] فمعناه غير الذي كنا نحسبه صالحا فنعمله.
٧ ـ قوله تعالى : (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) [فاطر : ٤٣].
إن قلت : التبديل تغيير الشيء عمّا كان عليه مع بقاء مادته ، والتحويل : نقله من مكان إلى آخر ، فكيف قال ذلك مع أن سنة الله لا تبدّل ولا تحوّل؟!.
قلت : أراد بالأول : أن العذاب لا يبدّل بغيره ، وبالثاني أنه لا يحوّل عن مستحقّه إلى غيره ، وجمع بينهما هنا تتميما لتهديد المسيء لقبح مكره ، في قوله تعالى : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر : ٤٣].
" تمت سورة فاطر"