ب" في" كما في قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ) [الأعراف : ٣٥] فصار المعنى : ففكّر في علم النجوم.
فإن قلت : لم لم يجز النّظر في علم النّجوم ، كما جاز لإبراهيم؟!
قلت : إذا كان الناظر فيه كإبراهيم ، في أن الله أراه ملكوت السموات والأرض ، جاز له النظر فيه.
وقوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) قاله إبراهيم عليهالسلام ، ليتخلّف عنهم إذا خرجوا إلى عيدهم ، فيكيد أصنامهم.
فإن قلت : كيف جاز له أن يقول ذلك ، مع أنه ليس بسقيم؟!
قلت : معناه سأسقم ، كما في قوله تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ) [الزمر : ٣٠] أو سقيم القلب عليكم لعبادتكم للأصنام وهي لا تضرّ ولا تنفع.
أو أنّ من يموت فهو سقيم.
٨ ـ قوله تعالى : (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ) [الصافات : ٩٤].
أي يسرعون المشي.
فإن قلت : هذا يدلّ على أنهم عرفوا أن إبراهيم هو الكاسر لآلهتهم ، وقوله في الأنبياء : (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا) الآية ، يدلّ على أنهم ما عرفوا أنه الكاسر لها؟
قلت : يحتمل أنّ بعضهم عرفه فأقبل إليه.
٩ ـ قوله تعالى : (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الصافات : ٩٩].
أي : إلى حيث أمرني ربي وهي المهاجرة للشام ، أو إلى طاعة ربي ورضاه ، وقوله : (سَيَهْدِينِ) أي سيثبّتني على هداي ، ويزيدني هدى.
١٠ ـ قوله تعالى : (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) [الصافات : ١٠١].
ختمه هنا ب (حَلِيمٍ) وفي الحجر ، والذاريات (١) ب (عَلِيمٍ) نظرا في ذينك لشرف العلم ، وفيما هنا لمناسبته حلم الغلام ، لوعده بالصبر في جوابه لسؤال ابنه له في ذبحه بقوله : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ.)
١١ ـ قوله تعالى : (قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا
__________________
(١) في الذاريات (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) (٢٨).