النظر في أديانهم ، والبحث عن مللهم هل فيها ذلك؟
أو واسأل المرسلين ليلة الإسراء ، فإنه لقيهم وأمّهم في مسجد بيت المقدس ، وقال بعد أن نزلت عليه هذه الآية بعد سلامه : " لا أسأل قد كفيت" ، كأنّ المراد بالأمر بالسؤال ، التقريب لمشركي قريش ، أنه لم يأت رسول من الله ، ولا كتاب بعبادة غير الله.
٥ ـ قوله تعالى : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) [الزخرف : ٤٨] الآية.
أي : من قرينتها التي قبلها.
٦ ـ قوله تعالى : (قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) [الزخرف : ٦٣].
إن قلت : كيف قال عيسى عليهالسلام لأمته ذلك ، مع أن كل نبيّ يلزمه أن يبيّن لأمته كلّ ما يختلفون فيه؟
قلت : المراد أنه يبيّن لهم ممّا اختلفوا فيه ، ما يحتاجونه دون ما لا يحتاجونه.
أو المراد بالبعض الكلّ ، كما مرّ نظيره في غافر.
٧ ـ قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [الزخرف : ٦٦].
فائدة ذكر (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بعد (بَغْتَةً) أي فجأة ، أنّ الساعة تأتيهم وهم غافلون ، مشغولون بأمور دنياهم ، كما قال تعالى : (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) [يس : ٤٩] فلو لا قوله : (لا يَشْعُرُونَ) لجاز أن تأتيهم بغتة وهم يقظون حذرون مستعدّون لها.
٨ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) [الزخرف : ٧٥].
إن قلت : كيف وصف أهل النّار فيها بأنهم مبلسون ، والمبلس : هو الآيس من الرحمة والفرج ، مع قوله بعد : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) الدالّ على طلبهم الفرج بالموت؟
قلت : وقع كلّ منهما في زمن ، لأن أزمنة يوم القيامة متعدّدة.