٢٦ ـ قوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) [المائدة : ٤٩] الآية.
قلت : أراد به عقوبتهم في الدّنيا ، علي تولّيهم عن الإيمان ، بالسّبي ، والجزية وغيرهما ، هذا العقوبة منقطعة ، بخلاف عقوبة الآخرة ، فإنها على جميع الذنوب ، من تولّيهم عن الإيمان ، وعن جميع فروعه ، ودائمة لا تنقطع.
٢٧ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة : ٥٠].
إن قلت : لم خصّ" الموقنين" بالذّكر ، مع أنّ أحسنية حكم الله لا يختصّ بهم؟
قلت : لأنهم أكثر انتفاعا بذلك من غيرهم ، كنظيره في قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها) [عبس : ٤٥].
٢٨ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة : ٥١].
إن قلت : هذا يقتضي أنّ من وادّ أهل الكتاب يكون كافرا ، وليس كذلك!
قلت : إنما قال ذلك مبالغة في اجتناب المخالف في الدّين.
أو لأنّ الآية نزلت في المنافقين وهم كفّار ، وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أي : ما داموا على ظلمهم ، والمعنى : لا يهدي من سبق في علمه أنه يموت ظالما.
٢٩ ـ قوله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [المائدة : ٥٤].
" على" بمعنى اللّام ، أو ضمّن الذلّة معنى" العطف" فعدّاها تعديته ، كأنه قال : عاطفين على المؤمنين.
٣٠ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) [المائدة : ٥٦] المراد بالغلبة فيها : الغلبة بالحجّة والبرهان ، فإنها مستمرّة أبدا ، لا بالدّولة والصّولة ، وإلّا فقد غلب حزب الله غير مرّة ، حتّى في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم.
٣١ ـ قوله تعالى : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ) [المائدة : ٦٠] الآية.
إن قلت : كيف قال ذلك ، مع أن المثوبة مختصّة بالإحسان؟
قلت : لا نسلّم اختصاصها بذلك لغة ، بل هي الجزاء مطلقا ، بدليل قوله تعالى