ما يمزج بها (كافُوراً) لبرده وعذوبته وطيب عرفه وليس بكافور الدنيا. وقيل هو اسم على ماء في الجنة يشبه الكافور في رائحته وبياضه.
ويؤيده قوله (عَيْناً) فإنها كالمفسرة للكافور (يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) أى أولياؤه ، والباء مزيدة أو بمعنى من التبعيضية ، فان مجيئها بمعناها كثير في اللغة وقد أسلفناه (يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) يجرونها حيث شاؤا الى منازلهم وقصورهم اجراء سهلا ، والتفجير تشقيق الأرض لجرى الماء ، وأنهار الجنة تجري بغير أخدود ، فإذا أراد المؤمن أن يجري نهرا خطه خطا فيتبع الماء من ذلك الموضع وجرى بغير تعب.
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) استيناف لبيان ما رزقوه لأجله ، كأنه قيل لأي شيء استحقوا ذلك ، فأجيب بأنهم كانوا في الدنيا بهذه الصفة. والإيفاء بالنذر أن يفعل ما نذر عليه فإذا نذر طاعة تممها ووفى بها.
[والسبب في نزول الآية (١) على ما وردت به الآثار أن الحسن والحسين عليهماالسلام مرضا
__________________
(١) الحديث أخرجه الفريقان من طرق متعددة انظر البحار ٩ ط كمپانى من ص ٤٥ ـ ٤٩ وغاية المرام من ص ٣٦٨ ـ ٣٧٤ الباب الحادي والسبعين والثاني والسبعين من المقصد الثاني ونور الثقلين ج ٥ من ص ٤٦٩ ـ ٤٧٧ والبرهان ج ٤ ص ٤١١ وتعاليق آية الله المرعشي مد ظله على إحقاق الحق ج ٣ من ص ١٥٧ ـ ١٧٧ سرد فيه طرق إخراج الحديث من أهل السنه ونقل فيه إنشاد اشعار الشافعي.
إلى م الى م حتى متى |
|
اعاتب في حب هذا الفتى |
وهل زوجت فاطم غيره |
|
وفي غيره هل اتى هل اتى |
ونقل فيه أيضا عن الآلوسي انه قال : ومن اللطائف انه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وانما صرح عزوجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول لئلا تثور غيرتها إذا أحست وهي في أفواه الطباع البشرية ولو في الجنة مرة ولا يخفى عليك ان هذا زهرة الربيع ولا تتحمل الفرك انتهى.
وانظر أيضا الفصل الرابع من الكلمة الغراء لاية الله المرحوم سيد شرف الدين طاب ثراه من ص ٢٣٦ ـ ٢٤٥ ولقد أفصح الكلام الطبرسي قدسسره في مجمع البيان ج ٥ ص ٤٠٥ ـ ٤٠٦ عن عناد بعض أهل العصبية حيث طعن في القصة بأن قال هذه السورة مكية فكيف ـ