أرسله إليه ، إلّا ان الحكومة والرقابة العسكرية إذا وجدوا فيها ما يستشم منه الخيانة أو التجمع للفتنة صاروا إلى إحضار الكاتب وزجره وحبسه.
مقالة الأخباريين في ظواهر الكتاب
وهم استدلوا على عدم حجية ظواهرها بوجوه منها ادعاء وقوع التحريف في الكتاب حسب اخبار كثيرة ، وهو يوجب عروض الإجمال المانع من التمسك به. وهو بمعرض من السقوط صغرى وكبرى اما الصغرى : فان الواقف على عناية المسلمين على جمع الكتاب وحفظه وضبطه قراءة وكتابة يقف علي بطلان تلك المزعمة وانه لا ينبغي ان يركن إليه ذو مسكة ، وما وردت فيه من الاخبار ، بين ضعيف لا يستدل به ، إلى مجعول يلوح منها أمارات الجعل ، إلى غريب يقضى منه العجب. إلى صحيح يدل على ان مضمونه تأويل الكتاب وتفسيره إلى غير ذلك من الأقسام التي يحتاج بيان المراد منها إلى تأليف كتاب حافل ولو لا خوف الخروج عن طور الكتاب لأرخينا عنان البيان إلى بيان تاريخ القرآن وما جرى عليه طيلة تلك القرون (١) وأوضحنا عليك ان الكتاب هو عين ما بين الدفتين ، والاختلاف الناشئة بين القراء ليس إلّا امرا حديثا لا ربط له بما نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين واما الكبرى فالتحريف على فرض وقوعه انما وقعت في غير الأحكام مما هو مخالف لأغراضهم الفاسدة من التنصيص على الخلافة والإمامة ، وهذا لا يضر بالتمسك في الأحكام
منها العلم الإجمالي بوقوع التخصيص والتقييد في العمومات والمطلقات ، وهو يمنع عن الاستدلال بالظهور ، ومنها الاخبار الناهية عن العمل بالكتاب ، إلى غير ذلك مما أجاب عنه الأساطين ولا حاجة إلى الإطالة
__________________
(١) غير ان فيما ألفه فقيد العلم والأدب ، فقيد التفسير والفلسفة العلامة الحجة : الشيخ أبو عبد الله الزنجاني (رحمهالله) غنى وكفاية وقد اسما كتابه ب (تاريخ القرآن) وطبع في القاهرة وعليها مقدمة بقلم الأستاذ : أحمد أمين