التعبد ، فلا يثبت اخباره له. إلّا ان يثبت قبله اخبار المفيد للشيخ وما بين المفيد والصفار من الوسائط. فلا مناص الا التشبث بآخر السلسلة وإصلاح حاله. وقد مضى اشكاله.
نظرنا في دفع الإشكالات
والّذي يقتضيه النّظر ان الإشكالات تندفع بحذافيرها. بمراجعة بناء العرف والعقلاء فانهم لا يفرقون في الاخبار بين ذي الواسطة وعدمه ، وسيمر عليك ان الدليل الوحيد هو البناء القطعي من العقلاء على العمل بخبر الثقة ، واما ان عدم كون محكي قول الشيخ ذا أثر فمدفوع بأنه لا يلزم في صحة التعبد ان يكون له أثر عملي بل الملاك في صحته عدم لزوم اللغوية في إعمال التعبد أو إمضاء بناء العقلاء كما في المقام فان جعل الحجية لكل واحد من الوسائط أو إمضاء بناء العقلاء ليس امرا لغوا.
ولعل السر في عدم تفريقهم بين ذي الواسطة وعدمه ، وعدهم الخبر المعنعن المسلسل خبرا واحدا لا اخبارا ، لأن نظرهم إلى الوسائط طريقي لا موضوعي وليس هاهنا إخبارات عديدة ولكن لا يترتب الأثر العملي الا بواحد منها أعني خبر الصفار بل اخبار واحد ، وعمل فارد ، ويشهد على ذلك انصراف ما يدل على احتياج الموضوعات إلى البينة عن المقام أعني أقوال الوسائط مع كونها موضوعات ، نعم لو كان لبعض الوسائط أثر خاص لا يمكن إثباته الا بالبينة ، كما لا يخفى
الاستدلال بآية النفر
ومما استدل به قوله تعالى : ما كان المؤمنون لينفروا كافة ، فلو لا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم ينذرون (١) وقد ذكر بعض أعاظم العصر تقريبا زعم انه يندفع به عامة الإشكالات المتوهمة في دلالة الآية فقال ، ان الاستدلال يتركب من أمور
__________________
(١) التوبة ـ الآية ١٢٢