ورسله : ٢١ : ٩٠ (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً).
وهذه الطريقة أحسن من الطريقة الأولى ، ودعوى الخلاف في مسمى الدعاء وبهذا تزول الإشكالات الواردة على اسم الصلاة الشرعية ، هل هو منقول من موضعه في اللغة. فيكون حقيقة شرعية ، أو مجازا شرعيا؟ فعلى هذا تكون الصلاة باقية على مسماها في اللغة ، وهو الدعاء. والدعاء دعاء عبادة ودعاء مسألة. والمصلي من حين تكبيره إلى سلامه بين دعاء العبادة ودعاء المسألة فهو في صلاة حقيقة لا مجازا ، ولا منقولة ، لكن خص اسم الصلاة بهذه العبادة المخصوصة كسائر الألفاظ التي يخصها أهل اللغة والعرف ببعض مسماها كالدابة والرأس ونحوها. فهذا غاية تخصيص اللفظ وقصره على بعض موضوعه ولهذا يوجب نقلا ولا خروجا عن موضوعه الأصلي والله أعلم.
فصل
هذه الصلاة من الآدمي.
وأما صلاة الله سبحانه على عباده فنوعان : عامة وخاصة.
أما العامة : فهي صلاته على عباده المؤمنين ، قال تعالى : ٣٣ : ٤٣ (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ) ومنه دعاء النبي صلىاللهعليهوسلم بالصلاة وعلى آحاد المؤمنين كقوله : «اللهم صل على آل أبي أوفى» وفي حديث آخر : «أن امرأة قالت له : صلّ عليّ وعلى زوجي. قال : صلّى الله عليك وعلى زوجك».
النوع الثاني صلاته الخاصة : على أنبيائه ورسله خصوصا على خاتمهم وخيرهم محمد صلىاللهعليهوسلم. فاختلف الناس في معنى الصلاة منه سبحانه على أقوال.