أحدها : أنها رحمة. قال إسماعيل : حدثنا نصر بن علي قال حدثنا محمد بن سوار عن جويبر عن الضحاك قال «صلاة الله رحمته وصلاة الملائكة الدعاء».
وقال المبرد : أصل الصلاة الرحمة ، فهي من الله رحمة ، ومن الملائكة رحمة واستدعاء الرحمة من الله.
وهذا القول هو المعروف عند كثير من المتأخرين.
والقول الثاني : أن صلاة مغفرته. قال إسماعيل حدثنا محمد بن أبي بكر قال : حدثنا محمد بن سوار عن جويبر عن الضحاك «هو الذي يصلي عليكم ، قال : صلاة الله مغفرته. وصلاة الملائكة الدعاء».
وهذا القول هو من جنس الذي قبله. وهما ضعيفان لوجوه.
أحدها : أن الله سبحانه فرق بين صلاته على عباده ورحمته. فقال : ٢ : ١٥٥ : ١٥٦ : ١٥٧ (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فعطف الرحمة على الصلاة : فاقتضى ذلك فغايرهما. هذا أصل العطف.
وأما قولهم :
وألفى قولها كذبا ومينا
فهو شاذ نادر ، لا يحمل عليه أفصح الكلام ، مع أن المين أخص من الكذب.
الوجه الثاني : أن صلاة الله سبحانه خاصة بأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين. وأما رحمته فوسعت كل شيء. فليست الصلاة مرادفة للرحمة ، لكن الرحمة من لوازم الصلاة وموجباتها وثمراتها. فمن فسرها بالرحمة فقد فسرها ببعض ثمراتها ومقصودها. وهذا كثيرا ما يأتي في تفسير ألفاظ القرآن.