بالوشي ، لما نسب إليها غير الموشّى وإنما نسب إليها البسط الموشاة العجيبة الصنعة ، كما ذكرنا. كما نسب إليها كل شيء ما بولغ في وصفه ، قال ابن عباس : وعبقري ، يريد البسط والطنافس ، وقال الكلبي : هي الطنافس المجمّلة ، وقال قتادة : هي عتاق الزرابي ، وقال مجاهد : الديباج الغليظ.
وعبقري ، جمع ، واحده عبقرية ، ولها وصف بالجمع
فتأمل كيف وصف الله سبحانه وتعالى الفرش بأنها مرفوعة ، والزرابي بأنها مبثوثة ، والنمارق بأنها مصفوفة ، فرفع الفرش دال على سمكها ولينها. وبث الزرابي دال على كثرتها ، وأنها في كل موضع ، لا يختص بها صدر المجلس دون مؤخره ، ووصف المساند يدل على أنها مهيأة للاستناد إليها دائما ، ليست مخبأة تصف في وقت دون وقت.
وللجنة عدة أسماء ، باعتبار صفاتها ، ومسماها واحد باعتبار الذات. فهي مترادفة من هذا الوجه ، وتختلف باعتبار الصفات. فهي متباينة من هذا الوجه. وهكذا أسماء الرب سبحانه وتعالى ، وأسماء الرب سبحانه وتعالى ، وأسماء كتابه. وأسماء رسله. وأسماء اليوم الآخر. وأسماء النار.
فالاسم الأول : «الجنة» وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار ، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة ، والبهجة والسرور ، وقرة الأعين.
وأصل اشتقاق هذه اللفظة : من التسر والتغطية. ومنه الجنين ، لاستتاره في البطن ، والجان لاستتاره عن العيون ، والمجنّ لستره ووقايته الوجه. والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه. والجان ، وهي الحية الصغيرة الرقيقة.
ومنه قول الشاعر :
فدقّت وجلت واسبكرّت وأكملت |
|
فلو جنّ إنسان من الحسن جنت |
أي لو غطي وستر عن العيون لفعل بها ذلك. ومنه سمي البستان جنة.