ب (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ومن مرض الضلال والجهل ب (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) عوفي من أمراضه وأسقامه ، ورفل (١) في أثواب العافية ، وتمت عليه النعمة ، وكان من المنعم عليهم ، غير المغضوب عليهم ، وهم أهل فساد القصد ، الذين عرفوا الحق وعدلوا عنه ، والضالين. وهم أهل فساد العلم ، الذين جهلوا الحق ولم يعرفوه.
وحق لسورة تشتمل على هذين الشفاءين أن يستشفى بها من كل مرض ، ولهذا لما اشتملت على هذا الشفاء الذي هو أعظم الشفاءين ، كان حصول الشفاء الأدنى بها أولى ، كما سنبينه. فلا شيء أشفى للقلوب التي عقلت الله وكلامه ، وفهمت عنه فهما خاصا ، اختصها به ، من معاني هذه السورة.
وسنبين إن شاء الله تعالى تضمنها للرد على جميع أهل البدع بأوضح البيان وأحسن الطرق.
[ثم ذكر فصلين في الرقية بالفاتحة وتأثيرها مستشهدا بحديث أبي سعيد وببعض تحليلات نفسية ، وبتجاربه. ثم قال].
فصل
في اشتمال الفاتحة على الرد على جميع المبطلين عن أهل
الملل والنحل ،
والرد على أهل البدع والضلال من هذه الأمة.
وهذا يعلم بطريقين ، مجمل ومفصل :
أما المجمل : فهو أن الصراط المستقيم متضمن معرفة الحق ،
__________________
(١) رفل في ثيابه أطالها وجرها متبخترا من باب نصر.