(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٨))
في قوله «تمشون به» إعلام بأن تصرفهم ، وتقبلهم الذي ينفعهم : إنما هو بالنور ، وأن مشيهم بغير النور غير مجد عليهم. ولا نافع لهم ، بل ضرره أكثر من نفعه.
وفيه : أن أهل النور هم أهل المشي في الناس ، ومن سواهم أهل الزّمانة والانقطاع. فلا مشي لقلوبهم ، ولا لأحوالهم ، ولا لأقوالهم ، ولا لأقدامهم إلى الطاعات. وكذلك لا تمشي على الصراط إذا مشت بأهل الأنوار أقدامهم.
وفي قوله : «تمشون به» نكتة بديعة. وهي : أنهم يمشون على الصراط بأنوارهم ، كما يمشون بها بين الناس في الدنيا. ومن لا نور له فإنه لا يستطيع أن ينقل قدما عن قدم على الصراط ، فلا يستطيع المشي أحوج ما يكون إليه.