شياطين الإنس والجن وشر السباع والهوام ، وشر النار والهواء ، وغير ذلك. وفي الصحيح : عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. لم يضره شيء ، حتى يرتحل منه» رواه مسلم. وروى أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمر قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا سافر فأقبل الليل ، قال : يا أرض ، ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك ، وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ، وشر ما يدبّ عليك ، أعوذ بالله من أسد وأسود ، ومن الحية والعقرب ، ومن ساكن البلد ، ومن والد وما ولد».
وفي الحديث الآخر «أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برّ ولا فاجر : من شر ما خلق ، وذرأ وبرأ ، ومن شر ما نزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن».
فصل
الشر الثاني : شر الغاسق إذا وقب. فهذا خاص بعد عام. وقد قال أكثر المفسرين : إنه الليل.
قال ابن عباس : الليل إذا أقبل بظلمته من المشرق ، ودخل في كل شيء وأظلم والغسق : الظلمة. يقال : غسق الليل ، وأغسق : إذا أظلم. ومنه قوله تعالى : ١٧ : ٧٨ (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) وكذلك قال الحسن ومجاهد : الغاسق إذا وقب : الليل إذا أقبل ودخل. والوقوب : الدخول ، وهو دخول الليل بغروب الشمس. وقال مقاتل : يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار.
وفي تسمية الليل غاسقا قول آخر : أنه من البرد ، والليل أبرد من النهار ، والغسق : البرد. وعليه حمل ابن عباس قوله تعالى : ٣٨ : ٥٧ (فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) وقوله : ٧٨ : ٢٤ ، ٢٥ (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا