وكذلك قولهم : عج العجل : إذا صوت. فإن تابع صوته ، قالوا : عجعج. وكذلك. ثجّ الماء إذا صبّ. فإن تكرر ذلك قيل : ثجثج.
والمقصود : أن الموسوس لما كان يكرر وسوسته ويتابعها ، قيل : وسوس.
فصل
إذا عرف هذا. فاختلف الن حاة في لفظ الوسواس : هل هو وصف ، أو مصدر؟ على قولين. ونحن نذكر حجة كل قول. ثم نبين الصحيح من القولين بعون الله وفضله.
فأما من ذهب إلى أنه مصدر فاحتج بأن الفعل منه فعلل ، والوصف من فعلل إنما مفعلل ، كمدحرج ، ومسرهف ، ومبيطر ، ومسيطر. وكذلك هو من فعل بوزن مفعل ، كمقطع ، ومخرج ، وبابه. فلو كان بالوسواس صفة لقيل : موسوس ، ألا ترى أن اسم الفاعل من زلزل : مزلزل ، لا زلزال. وكذلك من دكدك : مدكدك. وهو مطرد. فدل على أن الوسواس مصدر وصف به على وجه المبالغة. أو يكون على حذف مضاف ، تقديره : ذو الوسواس.
قالوا : والدليل عليه أيضا قول الشاعر :
تسمع للحلى بها وسواسا
فهذا مصدر بمعنى الوسوسة سواء.
قال أصحاب القول الآخر : الدليل على أنه وصف : أن فعلل ضربان.
أحدهما : صحيح لا تكرار فيه ، كدحرج ، وسرهف ، وبيطر. وقياس مصدر هذا الفعللة ، كالدحرجة والسّرهفة ، والبيطرة ، والفعلان ـ بكسر الفاء ـ كالسّرهاف والدحراج. والوصف منه : مفعلل كمدحرج ومبيطر.
والثاني : فعّل الثنائي المكرر كزلزل ، ودكدك ووسوس. وهذا فرع على فعلل المجرد عن التكرار. لأن الأصل السلامة من التكرار. ومصدر