الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) هم آل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر وعمر ، وهذا حق : فإن آله وأبا بكر وعمر على طريق واحدة. ولا خلاف بينهم ، وموالاة بعضهم بعضا ، وثناؤهم عليهما ، ومحاربة من حاربا ومسالمة من سالما ، معلومة عند الأمة. خاصها وعامها.
وقال زيد بن أسلم (١) : الذين أنعم الله عليهم هم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر وعمر. ولا ريب أن المنعم عليهم : هم أتباعه ، والمغضوب عليهم : هم الخارجون عن أتباعه ، وأتبع الأمة لهم وأطوعهم : أصحابه وأهل بيته. وأتباع الصحابة له : السمع والبصر ، أبو بكر وعمر ، وأشد الأمة مخالفة لهما هم الرافضة ، فخلافهم لهما معلوم عند جميع فرق الأمة ، ولهذا يبغضون السنة وأهلها ، ويعادونها ويعادون أهلها ، فهم أعداء سنته صلىاللهعليهوسلم وأهل بيته. وأتباعه من بنيهم أكمل ميراث؟ بل هم ورثته حقا.
فقد تبين أن الصراط المستقيم طريق أصحابه وأتباعه ، وطريق أهل الغضب والضلال : طريق الرافضة. وبهذه الطريق بعينها يرد على الخوارج. فإن معاداتهم الصحابة معروفة.
فصل
وسر الخلق الأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب : انتهى إلى هاتين الكلمتين ، وعليهما مدار العبودية والتوحيد. حتى قيل : أنزل الله مائة كتاب
__________________
(١) هو زيد بن أسلم العدوي مولاهم الفقيه العابد لقي ابن عمر وجماعة وكانت له حلقة للفتوى والعلم. بالمدينة قال أبو حازم الأعرج : لقد رأيتنا في حلقة زيد بن أسلم أربعين فقيها أدنى خصلة بيننا التواسي بما في أيدينا ، ونقل البخاري أن زين العابدين بن علي بن علي بن الحسين كان يجلس إلى زيد بن أسلم ، قال ابن ناصر الدين : زيد بن أسلم القريش العدوي العمري مولاهم المدني أبو عبد الله ، وقيل أبو اسامة الإمام الفقيه ، روي عن ابن عمر وسلمة بن الأكوع وانس وأحزابهم وله تفسير القرآن يوريه عنه ابنه عبد الله (انظر شذرات الذهب).