لا دلالة لها على الحجية أصلاً وما يتبقى منها بعد فرز ذلك لا يكاد يبلغ حد التواتر إذ لا يزيد على خمس عشرة رواية وفيما يلي نشير إلى الطوائف المستدلّ بها على الحجيّة في مجموع الاخبار التي ذكرت تحت هذا العنوان على ما جاء في كتاب جامع أحاديث الشيعة الّذي حاول أن يجمع كافة أحاديثنا في هذا المجال.
١ ـ ما ورد بعنوان تصديق الإمام لبعض الروايات بعينها على نحو القضية الخارجية ، كما في رواية أبي بصير حماد بن عبيد الله بن أسيد المروي عن داود بن القاسم انَّ أبا جعفر الجعفري قال أدخلت كتاب يوم وليلة الّذي ألّفه يونس بن عبد الرحمن على أبي الحسن العسكري عليهالسلام فنظر فيه وتصفّح كلَّه ثم قال : هذا ديني ودين آبائي وهو الحقّ كلّه (١).
وواضح انَّ هذه الطائفة لا تدلّ على أكثر من التصديق الشخصي بنحو القضية الخارجية لبعض الروايات وهذا غير الحجية.
٢ ـ ما ورد بعنوان لزوم التسليم لما ورد عنهم والانقياد له ، من قبيل رواية الحسن بن جهم قال قلت للعبد الصالح هل يسعنا فيما ورد علينا منكم إِلاّ التسليم لكم؟ فقال : لا والله لا يسعكم إِلاّ التسليم لنا.
وواضح عدم دلالتها أيضا ، لأنَّها تنظر إلى ما هو قول المعصوم وصادر عنه وانَّه لا بدَّ من التسليم والانقياد لهم وعدم إعمال الذوق والاجتهاد في مقابلهم كما كان يفعل العامة.
٣ ـ ما ورد بعنوان الحثّ على تحمل الحديث ونقله ، من قبيل رواية جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سارعوا في طلب العلم فو الّذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة ... إلخ.
ومثلها أحاديث منقولة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ( من حفظ من أُمتي أربعين حديثاً ممّا يحتاجون إليه في أمر دينهم بعثه الله عزّ وجلّ يوم القيامة فقيهاً عالماً ) (٢).
__________________
(١) ح ٢٦ من باب حجية اخبار الثقات ومثلها ح ٢٩ ، ٣٠ ، ٣١ ، ٣٣ ، ٣٥.
(٢) ح ٦ ـ ٧ ـ ٦٨ ـ ٦٩ ـ ٧٠ ـ ٧١ ـ ٧٢ ـ ٧٣ من نفس المصدر.