الذين يبلغون حديثي وسنّتي ثمّ يعلمونها أمّتي (١).
وهي أيضا لا دلالة فيها على المطلوب ، لأنَّها ناظرة إلى وجوب حفظ التراث وتعليمه الناس وذلك لا يدلّ على الحجية إِلاّ على الملازمة غير الصحيحة على ما تقدم.
٧ ـ ما دلَّ على انَّ انتفاع السامع للحديث قد يكون أكثر من انتفاع راويه ، من قبيل ما عن غوالي اللئالي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم انَّه قال : رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها فربّ حامل فقه ليس بفقيه وفي رواية ـ فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه (٢) والاستدلال بها مبني على دعوى انَّ انتفاع السامع فرع الحجية.
وفيه : انَّها ليست في مقام بيان انَّه متى يثبت صدور الحديث عن المعصوم وانَّما يتعرّض بعد الفراغ عن ثبوته إلى انَّه ربما يكون السامع أفضل فهماً وأكثر ورعاً من المتحمل للحديث المطلع عليه مباشرة وأين هذا من الحجية؟
٨ ـ ما دلّت من الأحاديث على انَّ على رأس كلّ قرن يبعث الله من يحفظ هذا الدين ويحميه ويرد عنه الإشكالات والشبهات ويتمّ الحجة على الناس لتبقى كلمة الله وحجته قائمة إلى يوم الدين (٣) ، وهي أيضا أجنبية عن الحجية التعبدية بل تدلّ على الحجية الحقيقية والتمييز بين الحقّ والباطل ودحضه بالبرهان المبين ، وهذا شيء ثابت بالتجربة الخارجية أيضا.
٩ ـ ما دلَّ على الترغيب في حفظ الكذب وكتابة الأحاديث ، كما في حديث عبيد بن زرارة قال ، قال : أبو عبد الله عليهالسلام احفظوا بكتبكم فإنَّكم سوف تحتاجون إليها (٤).
والاستدلال بها مبني على دعوى الملازمة بين وجوب الحفظ والكتابة الطريقي ووجوب القبول والحجية وقد عرفت تفنيدها بل في الأمر بالحفظ والكتابة لوحظ صيانة نفس الراوي ، الأمر الّذي فيه غرض نفسي سواءً كان نقله حجة للغير أم لا.
__________________
(١) نفس المصدر ح ٤٥ ومثله ح ٤٨ ـ ٥٢ ـ ٥٣.
(٢) نفس المصدر ح ٣٩.
(٣) نفس المصدر ح ٦٥.
(٤) نفس المصدر ح ٧٥ ومثله ح ٧٧.